مقام بهاء الدّين- بيت جن – فوزي حنا

تعرّف على:

مقام بهاء الدّين- بيت جن
********************
على مقربة من قمّة حيدر، على ارتفاع نحو ألف متر، وبمواجهة بيت جن، يتجمّع المعروفيّون في الخامس والعشرين من تمّوز، لقاء تأمّل وتواصل، لقاء وفاء ووعد بحفظ العهد لطريق رسمه صاحب المقام وأصحابه الأئمّة الذين وضعوا رسائل الحكمة قبل عشرة قرون .
هنا مقام آخر الأئمّة وخاتم الدّعوة، لسان المؤمنين وسند الموحّدين، المقتنى، الضّيف، الجناح الأيسر والتّالي، بهاء الدّين أبي الحسن علي بن أحمد الطّائي السّموقي، المساعد الأمين للإمام الأوّل حمزة الزوزني(الجناح الأيمن) الذي خلفه ابراهيم التميمي ثمّ أبو عبدالله القرشي ثمّ أبو الخير السّامري وأخيرًا بهاء الدين الذي أغلق باب الدعوة سنة 1043 بعد عمل ربع قرن قضاها في الدّرس والاجتهاد والكتابة، وكان مثقّفًا عالمًا بالدّيانات وخاصّة المسيحيّة.
قال له حمزة يومًا  لقد أعجبني لفظك ومُعجز تنميقك وإحكام تأليفك وكأنّي نظرت إليك قديمًا وعرفتك بالذّكاء والفطنة فاستحقّيت بذلك علو المنزلة ورفيع الدّرجة).
في عهده تمرّد الدّاعية مسعود بن سكين الكردي، فأرسل له يقظان بن عمّار لكنه أبى الخضوع وقتل الرسول، فأرسل له الست سارة قريبته لكنه ظل على عناده، فما بقي غير القوّة فأرسل له قوّة بقيادة معضاد التنوخي فقضى عليه وأنهى تمرّده، في وادي التّيم.
كان للمقتني ثلاثة مساعدين مخلصين لُقّبوا بالحدود الثّانويّة.
في حياته تقلّد العديد من المناصب الرّسميّة، منها أمير حلب ووالي دمشق، وفي أيّام ولايته تعرّضت قبّة الصخرة للتّصدّع نتيجة زلزال، فأمر بترميمها، كان ذلك سنة 1017.
بعد أن أنهى كتابة رسائل الحكمة اعتكف في أنطاكيه وفيها توفّي.
البناء الحالي قامت بالمبادرة لترميمه السيدة أنيسه دبّور من بيت جن، وعندما توفّيت اتفق اللمشايخ وعلى رأسهم المرحوم الشيخ أمين طريف أن تدفن في المقام، وهذا ما حصل، وعلى طريقها سار الشيخ أبو زياد كامل دبّور الذي أسس جمعية المقام التي أتمّت البناء والترميم والذي تسلّم في حياته شهادة تقدير من الشيخ طريف، وتخليدًا لذكراه وُضعت لافتة تحمل اسمه وعمله على مدخل المقام .
للوصول إلى المقام ، نمرّ من قلب بيت جن، ونتبع إشارات تدل على المقام، وجدير بالذكر أنه على مقربة منه مطلّ رائع على الشاغور والجليل الأسفل من شاطئ المتوسّط حتى بحر الجليل والجولان.
——–
شكر خاص للصديق الدكتور زياد دبّور الذي تفضّل بإرسال مادّة عن المقام وترميمه كان قد نُشر في مجلّة العمامة (العدد 98).

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*