باب العمود – فوزي حنا
- by منصة الراي
- January 5, 2020
- 0
- 580  Views
- 0 Shares
أفخم وأجمل أبواب القدس،
وهو الباب الذي يتوسط السور الشمالي في المدينة العتيقة، بناه السّلطان العثماني سليمان القانوني سنة 1537م على أنقاض باب قديم روماني، وحيث بنى الفرنجة لاحقًا في القرن الثاني عشر كنيسة أطلقوا عليها اسم إبراهيم لاعتقادهم أنه المكان الذي التقى في إبراهيم بأبيمالك ونقلوا الباب قليلًا إلى الشمال.
ويعود تاريخ بناء الباب الأصلي إلى القرن الأوّل قبل الميلاد حيث بناه هيرودس الأدومي، ثم في القرن الميلادي الثاني وتحديدًا سنة 133م بنى هدريانوس هنا قوس نصر عظيم وأعطى للباب اسم باب نياپوليس (أي نابلس)،
وتظهر في خريطة مادبا المرفقة أسوار المدينة الرومانية/البيزنطية ويظهر عمود في الساحة الدّاخليّة وهو سبب تسميته بباب العمود. ويقول علماء الآثار إن ارتفاع العمود كان14 مترًا وعليه اسم المدينة آنذاك إيليا كاپيتوليناوكان يحمل تمثال هديانوس، وكان هذا العمود أساس قياس المسافات بين المدن، فمنه قيس بُعد نابلس ودمشق ويافا والخليل وغزه وغيرها.
أما الباب العثماني الحالي فيحيط به برجا مراقبة تعلوهما والباب بينهما زخارف عربية إسلاميّة ويتوسط القوس نقش من الخط العربي تخليدًا لبانيه وتاريخ البناء.
يسمّيه الأوروپّيّون باب دمشق Damascus gate لأن المتجه إلى دمشق يخرج منه.
كشفت الحفريات التي أجريت أيام الانتداب البريطاني وبعد الاحتلال الإسرائيلي بعض بقايا الباب الروماني وخاصة البرج الشرقي الذي وجد شبه كامل. والذي بنى فيه العرب معصرة زيتون.
تظهر تحت الباب الحالي بقايا الباب القديم.
الدّخول إلى المدينة من هذا الباب يؤدّي إلى طريقين رئيسيين أحدهما بانحراف قليل نحو اليمين هو طريق خان الزيت الذي يتّجه نحو باب النبي داود(صهيون) وهو على أنقاض شارع العمدان الذي سمّي كاردو ماكسيموس (Cardo Maximus )، حيث جبل صهيون الذي فيه قبر الملك داود وغرفة العشاء الأخير، أما ذاك المنحرف يسارًا فهو طريق الواد المحاذي للحرم القدسي الشريف من جهة الغرب والمؤدّي إلى باب المغاربه (باب الزباله)، حيث الطريق إلى عين سلوان.