مطامع الولايات المتحدة هي المحرك الأساسي لسياستها في إيران. – القسم الاول – بقلم اسكندر عمل

مطامع الولايات المتحدة هي المحرك الأساسي لسياستها في إيران.

الشعب الإيراني قاوم الإمبريالية حتى في أحلك الفترات.

بدأ التدخل الأمريكي في إيران بعد الحرب العالمية الثانية وكان الدافع الرئيسي لهذا التدخل هو مطامع الولايات المتحدةفي النفط الإيراني، وكانت واقفة بالمرصاد لكل محاولة لتأميم هذا النفط.

كانت علاقات الولايات المتحدة ممتازة مع إيران اذا كان النظام موالياً لها ولمصالحها الاقتصادية خاصة النفطية ، لذلكنرى علاقات الولايات المتحدة رائعة في الفترة التي كان الشاه في إيران هو الحاكم والمحافظ على مصالح الولاياتالمتحدة في بلادهأمّا الشعب الإيراني فلم يهادن يوماً.

انتصرت الثورة الإيرانية بقيادة الخميني فجندت الولايات المتحدة صدام حسين حاكم العراق لمحاربة ايران لفترة ثمانيسنوات متتالية.

انّ التوافق بين السياستين الأمريكية والإسرائيلية على العداء للنظام الثوري في إيران هو توافق إمبريالي ، هدفهالقضاء على هذا النظام لأنه داعم للأنظمة التقدمية والمطالب الجدي بحقوق الشعب العربي الفلسطيني.

ونبدأ بحثنا هذا في التغلغل الأمريكي في إيران بعد الحرب العالمية الثانية:

بعد الحرب العالمية الثانية بدأ التسرب الأمريكي إلى إيران.فقد تعاون رئيس الحكومة الإيرانية قوام السلطنة عام ١٩٤٦مع الولايات المتحدة، ووُقِّعت اتفاقية بين الحكومة الإيرانية والشركة الأمريكية ” موريسون– نادسن” بشأن وضع خطةسباعية لتطوير إيران زراعياً عن طريق قروض أمريكية، ولكن كان ذلك مشروطاً بانتقال النفط الإيراني للأمريكيينلكنهذه الإتفاقية لم تنفذووقعت الحكومة الإيرانية عقداً مع شركة أمريكية أخرى ” أوڤرسيز كونسالتانتيس ” التي يرئسهارئيس الاحتكار البترولي” ستاندرد أوبل أوف كاليفورنيا“. بموجب هذا العقد تقوم الشركة الأمريكية بوضع خطةسباعية لتطوير إيران.ه

في العام ١٩٤٩ وأثناء زيارة الشاه الإيراني لواشنطن تبين له أن الأموال والقروض من الشركات الاحتكارية الأمريكية لنتُعطى ما دام البترول ليس في يد الأمريكيين.

إنّ السياسة الامريكية الاحتكارية أدّت إلى هبّة شعبية ونقمة إيرانية عارمة وتعاظمت معاداة الإمبريالية، وقد نشأت فيخريف ١٩٤٩ ونتيجة لهذه الأوضاع منظمة جديدة بادر إلى إقامتها نواب وطنيون تقدميون في المجلس الإيراني برئاسةمحمد مصدّق هي منظمة الجبهة الوطنية التي طالبت منذ اليوم الأول لإقامتها بإلغاء الانتخابات المزيفة للمجلس، حريةالصحافة، إلغاء الأحكام العرفية التي طبقت في طهران بعد محاولة اغتيال الشاه في العام نفسه.

في العام ١٩٤٩ أُجريت انتخابات جديدة ، أصبحت الجبهة الوطنية نتيجة لها الكتلة الأكبر والأكثر نفوذاً في المجلس،وطالب مصدق بتصفية شركة البترول الأنجلوإيرانية وتأميم البترول الإيراني دون تأجيل وكان هذا مطلب الملايين منالإيرانيين.

استمرت الحكومة الإيرانية بالتعامل مع الولايات المتحدة وبعد تعيين الدبلوماسي الماكر الأمريكي هنري غريدي سفيراًجديداً للولايات المتحدة في إيران ، شرع بتطبيق أجزاء من مشروع ترومان في إيران، وهذا الأمر زاد من الوجودالاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة في إيرانوقد أثّر ذلك على الاقتصاد الإيراني تأثيراً سلبياً، إذ بلغ استيرادالبضائع الأمريكية إلى إيران في العام ١٩٥٠ قرابة عشرين ضعفاً من الصادرات الإيرانية للولايات المتحدةوأدّتالمنافسةالقوية الأمريكية للسلع المحلية إلى خراب المؤسسات الصناعية الإيرانية الخفيفة والحرف، وأُغلقت مئات المعاملالصغيرة، ونتيجة لذلك بقي ٣٠ ألف عامل حياكة بلا عمل في مدينة يزد وحدها، أي أنّ الإيرانيين أحسوا بتأثيرالاستغلال الإمبريالي البريطاني والأمريكي على جلودهم.

ردود الفعل الإيرانية:

أمام الضغط الشعبي الهائل اعترف رئيس الوزراء الإيراني رازمار أنّ عدد العاطلين عن العمل في العام ١٩٥٠ وصلإلى٥٠٠ ألف شخص وأنّ الفقر يزداد بوماً بعد يوم.

ازدادت الهبّات الشعبية ضد الإمبريالية الأمريكية ووجودها العسكري في إيران، فقد قامت مظاهرة هائلة جبّارة فيمدينة بندر شاهيور وقد وصل عدد المتظاهرين فيها إلى ثمانين ألف متظاهر، وذلك احتجاجاً على وصول سفينة حربيةأمريكية محملة بالأسلحة، وقد تمرد عمال الميناء ورفضوا تفريغ السفينة من الأسلحةواضطر رئيس الوزراء الإيرانينتيجة للضغط الشعبي أن يلغي الاتفاقية مع شركة أوڤيرسيز كونسالتانتس وطلب من المستشارين الاقتصاديينالأمريكيين مغادرة البلادفي العام ١٩٥١ إغتيل رازمار رئيس الحكومة واختير حسين علا ليحل مكانهفي فترته اشتدتالمطالبة بتأميم النفط الإيراني واندلعت الإضرابات وأهمها إضراب عمّال وشغيلة البترول، كذلك وقّع سبعة من ” آياتالله” فتوى أعلنوا فيها أنّ دعم الحركة من أجل تأميم النفط واجب ديني على كل مسلم إيراني.

في٢٧ نيسان ١٩٥١ اضطرت حكومة حسين علا إلى الاستقالة، وفِي ٢٩ نيسان صادق المجلس على تعيين محمد مصدقرئيساً للوزراء وفي٢ أيار وافق المجلس على قانون تأميم البترول الإيراني وعموم أموال شركة البترول الأنجلو– إيرانية.

ردود الفعل الأمريكية والإنجليزية:

أثار قرار تأليف حكومة الجبهة الوطنية في إيران وعلى رأسها مصدّق، وتأميم صناعة البترول في إيران ، بالغ الغضبفي الأوساط الحاكمة في بريطانيا، أمّا الولايات المتحدة فاعتقدت أنّها تستطيع استغلال الوضع لصالحها وتفرضرقابتها على النفط الإيراني بدل الشركة الأنجلو إيرانيةوبناءعليه قام ترومان بإعطاءحكومة مصدّق قرضاً بقيمة ٢٥مليون دولار،لكنّ خطوات مصدق العمليةفي اتجاه التأميم العام والتام أدى إلى سخط الولايات المتحدة، خاصة وأنّعملية التأميم في إيران من الممكن أن

تتحول إلى سابقة ومثل وسيؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة للاحتكار البترولي الأمريكي في بلدان الجزيرة العربية” أرامكو“. وهكذا أخذ موقف الولايات المتحدة يزداد عداء لحكومة مصدّق يوماً بعد يوم.

بعد ثلاثة أسابيع من وصول مصدق إلى الحكم، أرسلت الولايات المتحدة رسالة إلى الحكومة الإيرانية تبلغها فيها أنّهاترى عملية التأميم كأمر سلبي للغاية وحاولت الولايات المتحدة إرغام الحكومة الإيرانيةعلى البدء بمحادثات لتسويةالخلاف مع إنجلترا.

لم يقف الشعب الإيراني مكتوف الأيدي أمام الضغط الأمريكي، فانعقدفي أواخر أيار ١٩٥١ المؤتمر الأول للجمعيةالوطنية للنضال ضد شركة البترول الأنجلو إيرانية وانبثق عنه ” الجمعية الإيرانية للنضال ضد الشركات البتروليةالإمبريالية، أي الأمريكية والإنجليزية أيضاً، وقداستطاعت الولايات المتحدة إصدار قرار من محكمة العدل الدولية فيلاهاي يمنع الحكومة الإيرانية من تنفيذ التأميم، وهذا القرار غير قانوني لأنّ محكمة لاهاي تبث في القضايا بين دول لابين شركة خاصة ودولة كما في هذا الوضعوكان التدخل الأمريكي مقروناً بتهديدات عسكرية واقتراب سفن حربيةأمريكية من الأسطول السابع الأمريكي من السواحل الإيرانية، حكومة مصدق صمدت ورفضت الرضوخ.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*