افك الحداد اشكر كل من واساني – هادي زاهر
- by منصة الراي
- March 1, 2020
- 0
- 499  Views
- 0 Shares
اعطوها لتعطينا.. نموها لنحقق امانينا.. ونزفها عروس..
ان ادفن ولدي.. حالة تعصر فؤادي وتفتت كبدي.. حالة لا اتمناها لعدو يسبح في الدم المراق.. حارقةٌ.. حارقة هي لحظة الفراق، وجع ليزري يختزل وجع سنين من الألآم.. الشراب الحلو، مُر المذاق.. لا طعم للطعام.. الوجع فوق الاحتمال.. ولا جمال للجمال، ابني الحبيب فكرت اللحاق بك لكن اعتصامي بحبال ذو الجلال.. نزع الفكرة من العقل والخيال.
فكرت طويلا، هل استسلم للشجى وانساب بلا إرادة.. وهل في ذلك افادة؟ خاصة انه أيا كان كبر حزني فلن يعيد لي ابني مع أي اشراق.. والدمع مهما كان غزيرا فلا يستطيع اخماد أي احتراق.. فهل اعاني طوال العمر من الكمدِ.. هل ابقي الحسرة ساكنة في الجسدِ.. تنهش في الأعماق.. هل اسمح للشدة.. ان تتولاني بكل حدة؟.. لا.. لا اعتراض على ما قدرة الخلاق.
أنقذ نفسي، وانظر.. أتطلع إلى الغدِ لا إلى أمسي.. أفك الحداد.. اتجاوز ما يعتصر الفؤاد.. انهض لاقف مع شعبي، هذا هو واجبي في هذه المرحلة وهذا هو دربي.. ولا مكان للحياد.. القوة في الاتحاد، مع القائمة المشتركة، لنواجه في هذه المعركة.. الجور والفساد.. ونفشل القوانين الثعلبية.. قبل ان تنهشنا العنصرية.. وتأكلنا لحمة نية.. ان القائمة المشتركة هي ابنتنا الغالية الفتية، فلا تبخلوا عليها.. اعطوها لتعطينا.. نموها لنحقق امانينا.. ونزفها عروس.. اننا نستطيع.. نستطيعُ وبكلّ من نملك من استطاعة.. أن نكون كما نريدْ.. وإرادتنا قدرة وقناعة.
أهلنا.. تعالوا لنزف ابنتنا عروس مع 20 مندوبًا.. لنوقف الاضطهاد والحروب.. لنزيل الكروب.. لنحقق المساواة.. لتحلوا لنا الحياة.. تعالوا لندعمها بكل ما يتطلبه الضمير بعد ان قرع الناقوس.. إن من يقف إلى جانب صهيون ينخر في ضميره السوس.. او انه تمساح بليد الاحساس.. او تيس من التيوس.
اهلي استحلفكم بالله العزيز الجبار.. كيف نمنحهم ثقتنا وهم يفتخرون فيما بينهم كم قتلوا منا.. كان هذا بالسر وأضحى اليوم بالجهار.. هذه هي البطولة في اعرافهم.. نحن وفقا لتعبيرهم اغيار.. لا مكان لنا في هذه الحياة او في أحسن الأحوال لا مكان لنا في هذه الديار.. ديارنا.. ونحن هنا قبل ان يأتوا الينا مع الغبار.. من هنا، إن التخلف عن الأداء بواجبنا خطأ بل عار.. هو للذات استهتار.. هو ضرب لفلذات الاكباد.. لقد اتينا بهم إلى الحياة لا لكي ندبهم في فم الغول.. وانما ليعيشوا في رفاه. فهلموا أيها الاحباب.. علينا ان نقف إلى جانب ابنتنا.. ولا خيار لنا غير هذا الخيار.. هذا هو الانتخاب.. هل هناك من هو أغلي من الأبناء.. تعالوا لنتخلص من الفاشية.. من سفك الدماء.. من القهر الظلم البطش والعذاب.. تعالوا أيها الاخوة الاحباب.. فقد أخت بيننا قضايانا المصيرية، فهلموا لنُقلّم براثن الصهيونية.. ونقتلع لها الانياب.. نحن نستطعُ أن نفعلْ إذا امتلكنا الإرادة.. وعلينا أن لا نقبلْ سوى ذروة القيادة.. ونُعيد كلِّ ما كان لنا دون نقصان بحتميّةِ الزيادة.. نحن نستطيع.. ان لا نطيع.. ونكفّ أن يُفعل بنا.. نكفّ أن يُفعل بنا.. وتكون لسوانا السيادة.. “لسنا ايتام على مائدة اللئام” ومن هنا.. علينا ان لا نغط في سبات.. كلنا يعني كلنا.. علينا ان نحمل همنا.. نتصدى لكل الآفات.. ونفشل كل برامجهم والمخططات.. هذا هو واجبنا المقدس.. لمواجهة الواقع المُدنس.. علينا ان نخرج إلى الصناديق.. لنغيظ العدا ونسر الصديق.. ننظر إلى مستقبل الأولاد والاحفاد.. نعمق جذورنا في ارضنا.. ونسمُق بقوة وثبات.