اللبؤة واللبؤة الأبلة هادي زاهر
- by منصة الراي
- March 28, 2020
- 0
- 473  Views
- 0 Shares
كانت هناك لبؤة مسيطرة على عين الماء والوحيدة داخل الغابة، وكانت جميع
حيوانات ترد إلى العين لترد، ومما اثار غيرة اللبؤات، لاعتقادهن بان سيطرة تلك
اللبؤة على العين يتيح لها اصطياد فرائسها بسهولة متناهية، فعزمن على ابعادها
عن العين، وكي تتضافر الجهود لتنفيذ المهمة كان لا بد من اشغال اللبؤة
المسيطرة على العين ونشر الشائعات الكاذبة حولها لتضليل كافة الحيوانات،
فزعمن بان اللبؤة المسيطرة تريد ان تتنازل عن سيطرتها على العين لصالح –
أسد كاسر – مما يشكل الخطر الكبير على حياة الجميع، فاقتنع الكثير بصحة
ادعاءاتها، وتوالت الاجتماعات، وهنا تثعلبت على اللبؤة، الذئاب والضباع ووجدت
أبناء اوى فرصتها لتظهر بطولتها وغيرتها على مصلحة العين، وبدأ الزائير،
الصهيل والنباح، في مساء والصباح، واخذ البوم يحوم ويضبح والغربان لم
تتوقف عن النعيق.. ولم يبخل الدببة عن العواء وسُمع صوت شحيخ البغال،
وعلا صوت النهيق.. واخذت الذئاب في عواءها، كما ان الثعبان لم تبخل في
فحيحها.. وتضامنت الضفادع وسمع في ارجاء الغابة صوت صدى النقيق.
وكانت هناك – لبؤة أبلة – لا تجيد حتى لغة أمها بشكل جيد، وحين كانت تتحدث
تثير سخرية أقرب المقربين إليها، زعمت بان لها من صولات وجولات في غابات
أخرى اكسبها تجارب تستطيع ان تنقذ الغابة من الأسد الكاسر، وطالما كانت تقول
إن تسليم العين – للأسد الكاسر -هو بمثابة جريمة أخلاقية بحق جميع بدون
استثناء، وأقسمت بانها فيما لو استطاعت أن تسيطر على العين لن تسمح لأي
غريب أن يقترب منها، فحشدت التأييد.
وقد ساعدها في ذلك كون والدها وجدها كانا قد سيطرا على العين في مراحل
سابقة، والحقيقة هي انها لم تكتسب من حكمة جدها شيئًا.
وما ان تم – للبؤة الابلة – ما تريد حتى ارتعدت فرائصها واصابها حالة من
الاسهال من شدة الخوف من بطش الأسد الكاسر وقررت منحه السيطرة على
العين بدون مقاومة، ضاربة بعرض الحائط بتعهداتها وقسمها.
قالت انها ذهبت إلى مرقد النبي وطلبت منه السماح كونها تعهدت واقسمت؟!! ثم
نكثت بتعهداتها وقسمها وانه سيسامحها واستمرت في تبرير نكثها وتحشيد
التأييد لخطوتها، وهنا أسرعت الارانب إلى الإذعان لطلب اللبؤة الجديدة درًا للشر
كما اعتقدت جاهلة ابعاد هذا الاستسلام الخطير على مستقبل الاشبال، الذي سيجعل
الأسد الكاسر يبطش بكل من حوله.
1 – ضبح -صوت البوم
2 – شحيخ – صوت البغل