النّهر الخفيّ( ومضيق لينتش) – فوزي حنا

تعرّف على:
النّهر الخفيّ( ومضيق لينتش)
………………………………
قبل موجة الكورونا، انشغل الإعلام بنهر تمّ اكتشافه في منطقة البحر الميّت، وما هذا (النّهر) سوى جريان ماء مالح من فضلات برك التجفيف ( المرتفعة) في القسم الجنوبي، التابعة لمعامل الملح، إلى القسم الشمالي الذي يقلّ ارتفاع سطحه عن سطح البرك بما لا يقل عن 35 مترًا، ومعروف أن المياه تُضَخّ من البحر الشمالي إلى البرك من أجل استخراج الأملاح، وبما أن هذه الأرض الفاصلة هي بالأساس حوّار ليّن، كان من السهل على المياه الجارية حفر أخدود تظهر على جوانبه طبقات الحوّار .
وهذه المنطقة التي تكوّن فيها (النّهر) كانت حتى 1976 مغطّاة بمياه البحر، حيث كان الجزء الشمالي العميق (1) متّصلًا مع القسم الجنوبي الضّحل(2) وهذه المساحة الفاصلة (البرزخ) الأقلّ انخفاضًا (6) كانت مضيقًا يربط القسمين ويفصل بين شبه جزيرة اللسان (3) وبين الشاطئ الغربي، واسم هذا المضيق (مضيق لينتش)أما سبب تسميته فتعود للرّحّالة الباحث ضابط البحريّة الأمريكي (وليام لينتش) الذي زار المنطقة وأجرى أبحاثًا في العام 1848، واستمرّت مدّة عمله في البحر الميّت 22 يومًا، وهو الذي اكتشف أن للبحر عمقين مختلفين يربطهما مضيق ضحل هو المضيق الذي سمّي باسمه. وهو الذي أعطى لرأسي اللسان اسميهما، فسمّى الشّمالي(رأس كوستيچن) والجنوبي(رأس مولينا)، على اسمي باحثين سبقاه إلى المنطقة، كريستوفر كوسيچن(1835) الإيرلندي، وتوماس مولينا ضابط البحرية البريطاني (1847).
وإذا كان عمق القسم الشمالي مئات قليلة من الأمتار وعمق القسم الجنوبي الذي تحوّل إلى برك تجفيف من أجل استخراج الأملاح أمتارًا قليلة فإن عمق المضيق قبل جفافه وظهور اليابسة في المكان الأقل عمقًا بلغ المترين، وهناك كانت القوافل المحمّلة بالبضائع تعبر البحر بين شاطئيه الشرقي والغربي، كما أفادنا الرّحّالة من القرن التاسع عشر.
ولعلّه من المفيد أن نذكر أهم البعثات التي بحثت في البحر الميت، وهي ما عرفت باسم
(صندوق الاكتشافات الفلسطينية)
Palestine Exploration Fund
(P.E.F.)
والتي بدأت أبحاثها سنة 1867.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*