جامع حسن بك – يافا – فوزي حنا
- by منصة الراي
- May 9, 2020
- 0
- 793  Views
- 0 Shares
حسن بك الجابي المولود في اسطنبول سنة 1882 وبعد أن صار عقيدًا في الجيش عيّنته السلطات حاكمًا عسكريًّا على يافا سنة 1910.
قام هذا الرّجل بإنجازات عظيمة في يافا، ربّما كان أبرزها شقّ الشارع الأعرض في المدينة والذي دعي باسمه ثم تغيّر إلى النّزهة ثم، بعد قيام دولة إسرائيل، إلى شديروت يروشلايم، وعند الطّرف الشمالي للشّارع وعلى حدود الحي اليهودي الجديد نڤي تسيدك (الذي هو نواة تل أڤيڤ)، أقام مسجدًا ضخمًا وجميلًا سنة1914 سُمّي باسمه.
في العام 1923 قام المجلس الإسلامي الأعلى بترميمات وتحسينات على المبنى.
صار الجامع حدًّا شماليًّا ليافا وجنوبيًّا لتل أڤيڤ.
أغلقت السلطات الإسرائيلية الجامع أمام المسلمين بعد تهجير نحو 97% من سكان يافا العرب، وإفراغ الكثير من أحيائها ومنها حي المنشيّة الذي فيه أقيم الجامع.
صار الجامع تحت سلطة دائرة أراضي إسرائيل وكأنّه أملاك غائبين، وفي العام 1979 تمّ توقيع صفقة بين هذه الدّائرة وبين شركة استثمار تدعى (إدچار) يديرها چرشون پيرس ( أخو شمعون پيرس)، بموجبها يتم تأجير المبنى ومساحة حوله تقدّر بستة دونمات لمدّة 99 عامًا من أجل بناء مركز تجاري ترفيهي، خاصّة وقد تطوّرت المنطقة لتكون مجمّعًا لفنادق ضخمة.
قدّمت الوثائق للجنة التنظيم البلدية التي أعطت موافقتها سنة 1981، الأمر الذي أثار حفيظة عرب يافا الذين كانوا يتمنّون عكس ذلك، ارتفعت أصواتهم وزاد نضالهم ليس فقط لإبطال الاتفاق إنما لاستعادة الجامع وترميمه واستعماله، واستطاعوا تجنيد تأييد قوى يساريّة يهوديّة، ومن الرّجال البارزين في هذا الضابط المتقاعد تسڤي إل پيلچ الذي صار فيما بعد سفيرًا في أنقره واستقال سنة 1996 بعد تسلّم نتنياهو رئاسة الحكومة.
في خضمّ المعركة سقطت المئذنة الأمر الذي زاد من عزم المناضلين، وقد أثمر نضالهم بأن أبطل رئيس البلدية موافقة لجنة التنظيم السابقة وأعاد البناء لأصحابه وسمح لهم بالترميم وإقامة الصّلوات.
رمّم الجامع وبنيت مئذنته من جديد سنة 1988 وتضاعف ارتفاعها، ومنذ ذلك الحين تقام الصلوات لكن بدون رفع الأذان.
لم ترَ القوى اليمينية المتطرّفة عودة الجامع إلى سابق عهده فتكررت اعتداءاتهم بقذف الحجارة حينًا ومحاولة الحرق أحيانًا، وقد يكون أخطر هذه الهجمات ما حصل في انتفاضة أكتوبر 2000 حين تمت محاصرة الجامع بمن فيه من مصلّين واستعمال وسائل عنف متعدّدة، شكّلت خطرًا جدّيًّا على حياة المصلّين المحاصَرين.