أنّ هذا النّصر شرّ من هزيمة
- by منصة الراي
- May 16, 2020
- 0
- 877  Views
- 0 Shares
“كلمات مقاتلة” هو عنوان ديوان شعر للمناضل الشّاعر والأديب القائد توفيق زيّاد وقد اخترت هذا العنوان لممجموعة إضاءات قصيرة على قصائد أو أبيات من قصائد تزرع الكبرياء والفخر في قلوب وعقول طلّابنا وهي قصائد لشعراء مقاومة من أرجاء الوطن العربي الكبير، وبدأتها بقصيدة لتوفيق زيّاد بعد هزيمة ونكسة حزيران 1967، وقد نشرت هذه الإضاءات في صفحة الطّالب الّتي كنت أحرّرها آنذاك (1986-1987 ).
في الخامس من حزيران عام 1967 قامت اسرائيل بعدوانعلى الدّول العربيّة الثّلاث سوري ومصر والأردن واستطاعت أن تنتصر على جيوش الدّول العربيّة بعد أن دمّرت سلاح جو الدّول العربيّة وهو جاثم على أرض المطارات، وراحت اسرائيل تتبجّح بانتصارها اعتقاداً منها أنّها من خلال انتصارها ستفرض تاريخاً جديداً على منطقة الشّرق الأوسط وشعوبها.
إنّ هذه الحرب هزّت الشّعب العربي الفلسطيني في البلاد وأحسّ شعراؤنا بمعاناة شعبهم الفلسطيني فهبّوا يعلنون إصرارهم على الصّمود وأثبتوا بشعرهم أنّهم جزء حيّ وواعٍ من الشّعب العربي الفلسطيني،كتبوا أشعاراً من خلال المعاناة وسياسة القهر القومي.واختار هنا قصيدة للشّاعر توفيق زيّاد بعد الخامس من حزيران قال فيها:
يا بلادي أمسِ لم نطفُ على حفنة ماء
ولذا لن نغرق السّاعةَ في حفنة ماء
من هنا مرّوا إلى الشّرق غماماً أسوداً
يطئون الزّهروالأطفال والقمح وحبّات النّدى
وينضون عداوات وحقداً وقبوراً ومُدى
من هنا سوف يعودون وإن طال المدى
لا تقولوا لي انتصرنا
إنً هذا النّصر شرً من هزيمة
نحن لا ننظر للسّطح ولكنّا نرى عمق الجريمة
إنّنا للمرّة الألف نقول:
لا وحقِّ الضّوء
من هذا التّراب الحرّ لن نفقد ذرّة
إنّنا لن ننحني للنّار للفولاذ يوماً قيد شعرة
كبوة هذي وكم
يحدث أن يكبو الهمام
إنّها للخلف كانت خطوة
من أجل عشرٍ للأمام.
هنا يخاطب الشّاعر بلاده(بلادنا) أن لا تيأس. إذ انّنا كشعب لم نغرق بعد نكبة 1948 ولن نغرق الآن بعد هزيمة 1967 في حفنة ماء، أي سنتخطّى الهزيمة ونعبرها بسهولة. صحيح أنّ الأعداء مرّوا كالغمام الأسود ووطئوا كل ما في الدّيار، كانوا يسيلون كراهية حقداً وخناجر لكنّهم سيعودون من هنا مدحورين مهزومين وإن طال الزّمن.ويخاطب الإسرائيليّين الصّهيونيّين لا تصيحوا انتصرنا فإنّ نصركم أسوأ من هزيمة إذا نظرنا إلى عمق الجرائم الّتي ارتكبتموها. ثمّ يقسم الشّاعر آلاف المرّات بحقّ الضّوءإننا لن نسمح بفقد ذرّة واحدة من تراب أرضنا، لن نلين ولن نرضخ للنّار والحديد.إنّ هذه الخسارة كبوة والشّجاع يكبو أحياناً( لكل جواد كبوة)، وهذه هي خطوة للخلف كي نقفز بعدعا عشر قفزات للأمام.