من معالم بلادنا – فوزي حنا

تعرّف على:
الماحوز وقصر العاشق
خربتان بيزنطيّتان متجاورتان، تقعان قرب طريق 854 بين نحف وكسرى، بين إشارتي الكيلومتر 7 و 8 على يمين الصاعد، حيث توجد إشارة مسار باللون الأخضر.
على مسافة قصيرة بين أشجار الزيتون نجد خربة الماحوز التي تحتوي على كنيسة وخزان ماء تحت الأرض ومعاصر عنب وبقايا بيوت. أصاب المكان خراب إثر الاحتلال الفارسي سنة 614 م، وفي عهد المماليك في القرن الثالث عشر أعيد بناء قرية من حجارة الخربة البيزنطيّة، وظلّت مسكونة حتى خربت مع بداية العهد العثماني في القرن الميلادي السادس عشر.
وإذا صعدنا السفح لمسافة 150 مترًا أخرى نصل إلى خربة قصر العاشق التي فيها آثار كنيسة هي الأكمل بكل أجزائها بين كل الكنائس التي وجدت آثارها في الجليل من الفترة البيزنطيّة، وتحتها خزان ماء يرتفع سقفه على سبع قناطر، وهذه الكنيسة أعاد بناءها الفرنجة بعد أن كان الخراب قد لحقها سنة 614م ، ثم خربت في زمن المماليك، وأصابها حريق كبير مع بداية الحكم العثماني.
تحتوي الكنيسة على أعمدة ضخمة تمّت سرقة بعضها، وفي العام 2015 تمّ ضبط سارقي آثار وقد قاموا بتفكيك وسرقة قسم من الفسيفساء البيزنطي الملوّن الجميل.
ولعل من المفيد أن ننقل بعض انطباعات الباحث والرحّالة الفرنسي ڤكتور چيرين الذي تجوّل في بلادنا بين 1852 و1888 وكانت نتيجة أبحاثه وملاحظاته أن أصدر موسوعة يصف فيها كل ما رأته عيناه، وعن هذا المكان كتب أنه شاهد بقايا جدران وخزان ماء نصفه منقور ونصفه مبني، وأنه رأى كنيسة مدمّرة وقد نمت في باحتها أشجار البطم، أما حجارة هيكلها فقد اختفت، وأضاف أن كثافة الحرش الطبيعي تدلّ على أن الخراب كان منذ سنوات طويلة. ويضيف أنه وجد قاعتين عامرتين، طول كلّ منهما 18 مترًا، يدخلهما النور من شبابيك ضيّقة، وهي ذات مدخلين من الشرق، فوق أحدهما نقش صليب والآخر زخارف نباتية، ويدل وجود الصليب على ان المكان خُصِّص للصّلاة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*