Blog Detail

:
هي برج مبني على مدخل الميناء، يظهر اليوم جزيرة تحيطها مياه البحر من كل جانب، تذكّرت هذا المكان بعد أن انهار قسم كبير من جداره الشرقي في أيّار الماضي، ليغوص بعضه في البحر.
المنارة كانت مدخلًا لميناء عكا العظيم منذ القدم، وبقي الميناء الرئيسي حتى مطلع القرن العشرين حين بنيَ الميناء الحديث في حيفا.
ربّما يعود هذا البرج إلى زمن الفينيقيين، لكن المثبت وفقًا للتنقيبات الأثريّة تحت البحريّة التي أجرتها بعثة من جامعة حيفا في سبعينات القرن العشرين أثبتت أن الأساس هليني من نحو 300 سنة قبل الميلاد وفوقها بناء روماني من القرن الميلادي الأوّل.
في حكم الفرنجة تمّ ترميم وإعادة بناء البرج في القرن الثاني عشر للميلاد، وأطلقوا عليه اسم (برج الذّباب) لاعتقادهم أن مدينة عكّا هي عكرون التي ارتبطت بإله اسمه (بعل زبول)، ويعتَقَد أنه كان يطرد الذّباب حتى صارت الذبابة رمزًا له، فقد وجد المنقّبون بعض الحلي المزيّنة بشكل ذبابة، وبعض التماثيل الصغيرة لذباب.
في التوراة، سفر الملوك (أ)8 جاء:(בנה בניתי בית זבל) وفي الترجمة العربية (بيت بهاء) فالمعنى إيجابي، أمّا في الإنجيل المقدّس (متى12) فالمعنى معاكس تمامًا فبعل زبول هو شيطان، بل سيّد الشياطين: (إن هذا لا يطرد الشياطين إلّا بعل زبول سيّد الشياطين).
نعود إلى البرج الذي صار اسمه برج الذّباب، ففي عهد الإمبراطورية العثمانيّة وتحديدًا في زمن الجزّار تحوّل إلى أحد الأبراج التي مهمّتها حماية المدينة من جهة البحر، وبني فيه مصلّى (مسجد) صغير لخدمة الحرّاس.
في العام 1840 ضَرب الأسطول البريطاني المدينة بهدف طرد ابراهيم باشا الذي سيطر على المنطقة منذ 1831 فأصابت قذيفة هذا البرج، وهدمت أحد جدرانه.