أزهار الدم

لا تدفني موتاك! خليهم كأعمدة الضياء
خلي دمي المسفوك  لافته الطغاة إلى المساء
خليه ندا للجبال الخضر  في صدر الفضاء!
لا تسألي الشعراء أن يرثوا زغاليل الخميله
شرف الطفولة أنها
خطر على أمن القبيلة
إني أباركهم بمجد يرضع الدم و الرذيلة
و أهنيء الجلاد منتصرا على عين كحيلة
كي يستعير كساءه الشتوي  من شعر الجديلة
مرحى لفاتح قرية  مرحى لسفاح الطفولة يتوجه الشاعر محمود درويش الى كفر قاسم الذبيحة طالباً منها ان لا تدفن موتاها، قائلاً لها اتركيهم كالأعمدة الشامخة المضيئة (شموخ الشرف)، اتركي دمهم المسفوك لافتةً مرفوعةً عالياً، إجعليه عالياً يطاول الجبال الخضراء شموخاً كي يكون شاهداً على عمق الجريمة. كذلك يطلب منها ان لا تسمح للشعراء وان لا تطلب منهم ان يرثوا اطفالها الشهداء الذين يشبههم بزغاليل صغيرة في حديقة غنّاء. لا ترثوا الشهداء لان شرف استشهادهم هو في بقائهم خطراً على امن اؤلئك القبليين بتعصبهم وشراستهم، الذين وصلوا الى المجد ولكن أيّ مجد، مجد تغذى بدماء القتلى واعمال العار والرذيلة. انتصروا انتصاراً ساحقاً، جلادهم انتصر ولكن على من؟ على عين فتاة بريئة قتلها الجلاد كي يصنع من جدائلها كساءً لشتائه، ثم “يحيّي” الشاعر القتلى باستهزاء و”يحيّي” ذلك الفاتح العظيم الذي فتح قرية كاملة، قريةً مسالمة لا سلاح فيها ولا جنود، و”يحيّي” ذلك السفاح الذي ابرز بطولاته وقدراته على القتل فقتل اطفالاً ابرياء واستحق بجدارة أن يلقب ب” سفّاح الطفولة”  

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*