المكان في شعر راشد حسين د. نبيل طنّوس-
- by منصة الراي
- September 24, 2020
- 0
- 885  Views
- 0 Shares
“لأنك أمّي…أحبّ الجليل
وحيفا ويافا…فأهواك أكثر”
(راشد حسين، إلى أمّي)
خلاصة
سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن علاقة الشّاعر راشد حسين (1936-1977) مع المكان. قمنا بتعدادٍكميٍّ – تقريبيٍّ للأماكن بفضاءاتها المختلفة مع فحصِ دلالات المكان: الإيجابيّة والسّلبيّة، وحاولنا الكشف عن صلة الشّاعر مع المكان وظروفها وتغيّراتها، ودراسة الدّوافع الّتي دفعت بالشّاعر لتوظيف هذه الأنواع من الأمكنة. بعدها قمنا بقراءة المعطيات وتحليلها حسب النّظريّة الجدليّة وحسب ظاهرة الثّنائيّات الضّديّة للوقوف على كيفيّة التّعامل مع الصّراعات النّاتجة من الظّروف التّاريخيّة. وتوصّلت الدّراسة إلى أنّ المكان يشكّل مركّبًا أساسيًّا في شعر راشد حسين وله دلالات شخصيّة، وطنيّة فلسطينيّة وقومية عربيّة. وجدنا أنّ الشاعر يحمل معه المكان في فكره وأحاسيسه، ممّا يشير إلى تّمازج بين أنا الشّاعر والمكان،فتلتحم معًا عناصر الطبيعة والأرض والإنسان. صوّر راشد حسين الأشجار والحجارة والسّهول والجبال والنّهر والبحر والقرية والمدينة الّتي تسكن في ذاكرته. هذا الالتحام يشكّل عالم الشّاعر راشد حسين الواعي والملتزم.
مدخل
لمّا كان الشّعر العربيّ شعرًا مكانيًّا في ارتباطهبالبيئة الّتي أنتجته، والإنسان الّذي أبدعه، كان لزامًاعلى الدّرس الأدبيّ أن يلتفت إلى المكان فيه، نظرة لاتحكمها التّابعية، فتحصر المكان في بعض المظاهرالثّانويّة، أو تتخطّاه لمجرّد ذكره بعبارات اهترأتاستعمالاتها، وخوت دلالتها، وصدأت جدّتها. بلالتّنقيب في عمق العلاقات الّتي ينشئها المكان بينهوبين مختلف المعاني، والعادات القوليّة، والفعليّة،والأخلاق، والسّلوك. (مونسي 2001، ص 8.)
مفهوم المكان وأهمّيّته:
المكان، لغةً المَوْضِع الحاوي للشّيء، أو الفراغ الذّي يشغله الجسم، والجمع: أماكن، أو أمكنة. والمكان موضع لكَيْنونةِ الشّيء فيه، والمكان الموضع، والجمع أمكنةٌ، وأماكنُ جمع الجمع.
تحمل كلمة “المكان” معانيَ الحيِّز، والحجم، والمساحة، والخلاء. يُمكن للمكانِ أنْ يكون مُستقلًّا في وجوده عَنِ الإنسان، ولكنّ وجود الإنسان يرتبط بالمكان ارتباطًا وجوديًّا. للإنسان علاقته الوثيقة مع المكان، نشأة وتربية، ثقافة وتاريخًا، ذكريات وأحلامًا، يُؤثِّر فيه ويتأثَّرُ به. مِنْ هنا نَشَأت علاقة جدليّة بينَ الإنسان والمكان، حتى أنّ بعض المفكّرين والمُؤرّخين صنّفوا الحضارات والثقافات حسب أشكال المكان. ( عزّام 2010، 205.)
يُعتَبَر المكان أحد العناصر والمكوّنات الأساسيّةوالمهمّة في العمل الأدبيّ، وذلك لما يحمله مِنْ أبعاد جماليّة وفنّيّة تُساهم في بلورة الأحداث وبناءالشّخصيّات، فالمكان لا يقف في كونه حيِّزًا أو مجالًا تتحرّك فيه الشّخصيّات فحسب، بل يتعدّى إلى أبعد من ذلك، إذْ أصبح يحمل دلالات وإيحاءات تشير إلى القصد والمعنى الذي يحتويه النّصّ، سواء كان هذا النَصَ شعرًا أم نثرًا، وبصورة أخرى أصبح وسيلة تعبيريّة تعكس لنا العلاقة القائمة بينه وبين الإنسان. ( لقريشي وفوّاز 86-87.)
وهناك من يرى فرقًا بين المكان في الواقع والمكان في الرّواية، إنّ المكان في الرّواية ليسَ هو المكان في الواقع الخارجيّ ولو سُمِيَ باسم له مُسمًّى في الخارج، إلّا أنّ المكان الرّوائيّ لفظيّ مُتَخَيَّل مِنْ صُنع اللّغة حتى يقوم في خيال المُتلَقّي. (آبادىوأصفهاني 2012)
للمكان شأن كأيّ عنصر من عناصر البناء الفنّيّ، يتمّ تحديده عبر الممارسة الواعية للفنّان، فهو ليس بناءً خارجيًّا مرْئيًّا، ولا حيِّزًا محدّد المساحة، ولا تركيبًا مِنْ غرف وأسْيجة ونوافذ، بل هو كيان من الفعل المغيّر والمحتوي على تاريخ ما، والمُضخّمَة أبعاده بتواريخ النّور والظُّلمة. ويحتاج مثل هذا المكان إلى حيِّز ماديّ يتوضّح عبره، وينمو فيه. وإلّا أصبحت كلّ البيوت أمكنة صالحة للفعل، وكلّ الشّوارع مساحات لأقدام المتظاهرين. فالمكان في الفنّ اختيار، والاختيار لغة، معنى، فِكر، وقصد، فرغم التّشابه والتّقاطع بين المكان في العمل السّرديّ والمكان في الواقع، إلّا أنّه مكان مُتَخَيّل وليسَ حقيقيًّا، فمدينة حيفا التّي تظهر في روايات إميل حبيبي أو غسّان كنفاني هي ليست مدينة حيفا التّي في الواقع، إنّها مدينة مِنَ الكلمات تقترب أكثر مِنْ شخصيّات الرّواية التّي تظهر فيها. ( هيبي 2009،56.)
للمكان عدّة دلالات فنّيّة، مِنْ مفتوح ومغلق إلى فرديّ وجماعيّ، وهذا ما يُوفّر ثنائيّات التّقاطب،والتّجاذب والتّنافر، ويجعل العمليّة الإبداعيّة سابحة في فضاء غير متناهٍ من الدّلالات، المفتوح مُقابِل المغلق، والفرديّ مقابل الجماعيّ، والعموميّمقابل الخاصّ، والمقدّس مقابل المدنّس، والممنوعوالمحظور مقابل العامّ والمُباح. لهذا يحظى عنصر المكان بالدّراسة أكثر مِنْ غيْره مِنَ المُكوّنات السّرديّة.( مرين وتحريشي 2016، 141.)
راشد حسين والمكان
وضعتُ هذا الشّعار (Motto): “لأنّك أمي … أحبّ الجليل وحيفا ويافا…فأهواك أكثر” لأنّه يعكس، حسب رأيي، النقطة المركزية، البؤرة أو البوينتا (Main Point) في المقال. يحتوي هذا الشّعار على أنا الشّاعر، أمّي، الجليل، حيفا ويافا، وهم مكوّن واحد يصعب الفصل بينهم، إذ يقول: سبب حبّي لهذه الأمكنة هو أنّك أمّي ولأنّي أحبّ هذه الأمكنة أصبحت أحبّك أكثر. نجد دوائر متقاطعة ومتمازجة من الحبّ للأمّ وللمكان إذ يقول الشّاعر عن أرض هذا المكان: “تقترب منّي، تشرب منّي، تترك عندي بساتينها، في الحلم تقترب منّي، أُهرِّب زعترها، أُنشد أحجارها، أشرب أخبارها فتقترب منّي، تترك عندي، أحضنها، أعبدها وأحيّي لها العرس، أشرب منها وتشرب مني” (. حسين 2004، ص 505.) نلاحظ أنّ أهمّيّة الأمّ نابعة من كونها تمثّل رحم الولادة ورمز الكون والوجود.
لماذا كلّ هذا الحبّ؟ لماذا كلّ هذا التّماهي؟ ويجيب راشد: “ليبقى الجليل جمالًا نضالًا وحبًّا يدافع عنها وعنّي. أرى الأرض صبحًا سيأتي وتقترب الأرض منّي”.
في الجغرافيا، المكان أو الموقع يستخدم للتّعريف عن نقطة على سطح الأرض أو أيّ مكان آخر، وهو المحيط الّذي يعيش فيه الإنسان. للمكان أهمّيّة كبرى على جميع الأصعدة: الاجتماعيّة، الأخلاقيّة، الاقتصاديّة، السّياسيّة، الأدبيّةوالفنّيّة، فنحن نعيش في المكان جماعات لها عادات وتقاليد وقيم وأنماط سلوكيّة، نحصل على قوتنا من المكان ولنا علاقة بنباتاته وأشجاره وأحجاره وروائحه، إلخ، نفلح الأرض ونبني البيوت، ندافع ونناضل للحفاظ على المكان، نكتب الأدب بكلّاشكاله ونرسم اللّوحات وننحت من صخوره الأشكال وغيرها. كلّ ما يشكّل الوعي الإنسانيّالثّقافيّ والحضاريّ يرتبط بالمكان على مرّالتّاريخ.
تحاول هذه المقالة استكشاف معالم المكان الشّعريّودلائلها في شعر راشد حسين، وتحاول الدّراسة الإجابة عن الأسئلة التّالية: هل يكتب عن المكان مقلّدًا غيره، أم أنّ له توجّهًا خاصًّا ومميّزً؟ هل المكان يشكل عنصرًا في بنية نصوصه الشّعرية؟سوف نبحث في قصائده عن جغرافيا المكان وعن أماكن بأشكالها المختلفة: أسماء بلدان، مناطق، بيوت، خيم، تضاريس الأرض: جبال ووديان وسهول وينابع. أماكن مثل سجن، حديقة، جنّة، جهنّم، ومن ناحية أخرى سنبحث عن توجّهاته للمكان وارتباطه به شعوريًّا، وهي أمور غير مرئيّة وهي ما وراء الجغرافيا مثل زيارة المكان، الخروج منه، العمل فيه، جولات ورحلات في حقوله وغاباته وأنهاره وبحوره وينابيعه. فماذا يعني كلّ هذا؟ كيف نفهم ونحلّل النّصّ حسب كلّ هذا؟ ما هي العلاقة بين أنا الشّاعر والمكان، وما هي درجة الصّلة بينهما؟
قد يكون المكان مسكن الشّاعر أو مسكن قريبه أو صديقه أو فتاته. عندها نتساءل: ماذا رأى من المكان؟ ماهي الأماكن المركزيّة في شعره؟ وما هي الأماكن الأقلّ مركزيّة؟ المكان، كما يقول رينيه ويليك وأوستن وارين (1987) “يُصوَّر كتعبير مجازيّ عن الشّخصيّة، فبيت الإنسان امتداد لنفسه، إذا وصفت البيت، فقد وصفت الإنسان”. (. ويلك ووارين 1987، 231-232). يعبّر المكان عن أصحابه ويكشف عن حياتهم الشّخصيّة والنّفسيّة وعن طبائعهم وأمزجتهم. وتنظر السيّميائيّة إلى المكان نظرةمغايرة وتدركه بشكل دلاليّ، ليس فقط مادّيًّا وفيزيائيًّا إنّما إلى شاراته وعلاماته ورموزه، فهو حسب سيزا قاسم (2002) “ليس فضاءً فارغًا، ولكنّه مليء بالكائنات وبالأشياء، والأشياء جزء لا يتجّزأ من المكان، وتضفي عليه أبعادًا خاصّة من الدّلالات”. (. قاسم 2002، ص 81.)
أنواع المكان:
تشير سيزا القاسم إلى أربعة أنواع بحسبالسّلطة التّي تخضع لها، وهي:1. عندي: وهو المكان الذّي يمارس فيهالإنسان سلطته فيه، ويشعر فيه بالدّفء،والحريّة، والاستقلاليّة. 2. عند الآخرين: وهو عكس الأوّل، لأنّ الإنسانخاضع فيه لصاحب المكان، فهو ضيف، وسلوكهمفيدًا بما هو مقبول عند الآخرين.3. الأماكن العامّة: هذه الأماكن هي تابعة للسّلطة العامّة، ولذلك يجب أنْ يتلاءم سلوك الشّخصيّات وهذه الأماكن من ناحية اجتماعيّة.
المكان اللّامتناهي: ويكون هذا المكان عادةخاليًا من النّاس، مثل الأرض المشاع، الصّحراء،الغابات، البحار، وتكون سلطة الدّولة ضعيفة فيها.قاسم 1986؛ جابر 2000، 25 – 24.)
وصنّف شاكر النّابلسيّ المكان إلى أربعة أنواع بحسب تغيّره بفعل الزّمان، مظهرًا التّأثير المتبادل بين المكان والسّكّان.
أنواع المكان، كالتّالي:1. المكان المجازيّ: نجد المكان ساحة للأحداث ومكمّلًا لها، أو دلالة على مركز الشّخصيّةالاجتماعيّ، أو طريقة حياتها، وهو مكان سلبيّ، مستسلم، يخضع لأفعال الشّخصيّات، وخارج نطاق التّجربة الفنّيّة لأنّه لا يعبّر عن معايشة المكان.2. المكان الهندسيّ: يتفكّك المكان ليصبح مجموعة من السّطوح والألوان التّي لا تقيم مشهدًا كلّيًّا، إذ يحذف كلّ الصّفات التّقويميّة، ويُكثر من المعلومات التّفصيليّة.3. المكان كتجربة معيشة: هو المكان الذّي عاش فيه الكاتب، وهو المكان القادر على إثارة الذّكريات عند القارئ.
المكان المعادي: كالسّجن والمنفى، والطّبيعة الخالية من البشر. ( النّابلسيّ 1994، 13 – )12.
يختصر صبري حافظ أشكال المكان في جدليّة المفتوح/ المغلق، مثل: البيت، السّجن (مغلق)، المقهى والملهى والشارع والصحراء والبحر (مفتوح).
البيت/ المغلق
البيت هو المكان الذي يلجأ إليه الإنسان بعد يوم من العمل، فهو مصدر الرّاحة والطمأنينة، وهو المكان الذي يضم أقرب النّاس إليه، ماديًّا ومعنويًّا. ويرى جاستون باشلار أنّ البيت هو المكان الأليف: “وذلك هو البيت الذي ولدنا فيه، أي بيت الطفولة، إنّه المكان الذي مارسنا فيه أحلام اليقظة، وتشكّل فيه خيالنا، فالمكانيّة في الأدب هي الصّورة الفنيّة التي تذكّرنا أو تبعث فينا ذكريات بيت الطفولة، ومكانيّة الأدب العظيم تدور حول هذا المحور”.
السّجن / المغلق
السّجن هو مكان تتقيّد فيه الحريّة، والحرّيّة هي أغلى ما يُنشده الإنسان، إضافة إلى أنّ السّجن يُبعد الإنسان عن علاقاته الاجتماعيّة، ويفقده خصوصيّاته، وفي كثير من الأحيان يترافق السجن مع التّعذيب، وإهانة الكرامة الإنسانيّة، وخاصّة في البلاد العربيّة. وعادة ما يعالج الأدب العربيّ السّجن السياسيّ لأنّه “ذو طبيعة خاصّة تختلف عن طبيعة السّجن العاديّ في المراحل الّتي يمرّ فيها السّجين، وفي الصّور التي تطالعه، وفي الآثار السّلبيّة والنّفسيّة الّتي تصيبه فيه”.
المقهى/ المفتوح
المقهى فضاء مفتوح، وينطوي، كما يقول صبري حافظ، على معظم تنويعات المفتوح، فهو مكان مفتوح على الفضاء وعلى الآخرين. وفي المقهى تجتمع المتناقضات، وتتمّ الصّفقات وأحيانًا المؤامرات، وكذلك الشّجارات، وتختلف أشكال المقاهي، وبالتّالي يختلف روّادها. والمقهى مكان اجتماعيّ ينفتح فيه الإنسان على الآخرين ويتعرّف إليهم، والجلوس في المقهى يمنح الشّخص “راحة نفسيّة” لا تشبه تلك التي يعيشها المرء في بيته المزدحم. والشّارع فضاء مفتوح مثل المقهى، وإن كان انفتاحه أوسع، والشّارع مثله مثل أيّ شكل آخر من أشكال المكان، يمكن أن يكون أليفًا أو غريبًا.
الصّحراء – البحر/ المفتوح
تشترك الصّحراء مع البحر في الأبعاد المترامية والصّحراء بامتدادها وفراغها وعريها، توحيالصّحراء بالضّياع والموت. وكذلك الأمر بالنّسبة للبحر. ولكنّنا نلاحظ مرّة أخرى أنّ الطّبيعة الواسعة بصحرائها وجبالها يمكن أن تكون ملاذًا للهاربين من القمع السّلطويّ، وبذلك تتّخذ وجهًا إيجابيًّا. ويحدد إبراهيم طه جدليّة أخرى إضافة لجدليّة المفتوح/ المغلق هي: الواسع (البحر، السّماء، البريّة)/ الضّيّق( عمارة، بيت، طائرة، سفينة)- المكان الثّابت/ المكان المتحرّك (سيّارة، قطار، طائرة، سفينة). وهذا بدوره يؤثّر على الشّخصيّات والأحداث، فإذا كان المكان مغلقًا فالإنسان مغلق، أي محدّد ومنقطع عن العالم الخارجيّ، وإذا كان المكان متحرّكًا فالإنسان ثابت، فلا تكون الحركة في مكان متحرّك كالسّيّارة أو الطّائرة أو السّفينة وهي حركة جامدة فرضتها قوانين المكان بالقوّة على من هو ضعيف، أو على أقلّتقدير على من هو أضعف من المكان. (حافظ 1984؛ طه 1997-1998، 313-315)
أنواع المكان في شعر راشد حسين:
يتوزّع المكان في شعر راشد حسين إلى خمسة فضاءات، كما يلي:1. الفضاء الواسع: الأرض، السّماء، الحقول والبساتين والسّهول والجبال وغيرها، البلاد، القرية، المدينة، الحارة وغيرها.2. الفضاء الفلسطينيّ: المثلّث، الجليل، المرج، يافا، القدس، حيفا، عكّا، الرّملة، النّاصرة، صفد، حطّين، النّاصرة، كفر قاسم وغيرها.3. الفضاء العربيّ: سوريا، لبنان، الجزائر، العراق وغيرها.4. الفضاء الغربيّ: أمريكا، روسيا، فرنسا، بريطانيا، إسرائيل.5. فضاء الواقع الفلسطينيّ: سجن، مخيّم، قبر، جهنّم وغيرها.