بيت جبرين/صندحنّه/مراشه – فوزي حنا

مراشه مدينة كنعانيّة من عصر البرونز، سكنها الأدوميون والفينيقيون، وبعد الاحتلال اليوناني 333 ق.م. انضمّ إليهم اليونانيون، فتوسّعت المدينةنحو المنخفضات المحيطة بالأكروپوليس وهو المدينة العليا، وفي ثورة الحشمونيين دمّرت المدينة، ثم أعاد الرومان مدينة مجاورة في القرن الميلادي الأوّل وأسموها بيت چوڤرين أي الجبارين أو العمالقة على اسم القوم الذين عاشوا فيها آنذاك ودعوا بالعمالقة.سكنها العرب الذين قبلوا الديانة المسيحية، ازدهرت المدينة تحت حكم البيزنطيّين وصارت مرمزًا هامًا، وقبيل الفتح الإسلامي، قرّر أحد زعمائها لقاء الرسول (ص) في تبوك، وأسلم بين يديه هو ومرافقوه، وصار صحابيًّا قريبًا، واقتطع له الرسول أرضًا صارت وقفًا ذُرّيًّا، هذا هو تميم الدّاري الذي ما زال ضريحه قائمًا شمال غرب البلد، لكنه مغلق اليوم.احتلها الفرنجة وأعادوا بناء كنائسها، ومنها كنيسة كبيرة كان اسمها (سنتا آنّا) أي القديسة حنّة وهي والدة العذراء مريم، وهذا الاسم صار اسم المدينة، ومن هنا جاء الاسم العربي صندحنّه، تحريفًا للاسم الإفرنجي. دمّر المماليك المدينة الفرنجية وأقاموا مكانها قرية حملت الاسم بيت جبرين.كبرت القرية حتى صار عدد سكانها في أيام الانتداب البريطاني نحو 2500، وكانت نكبتها وتشتيت أهلها بعد أن انخفضت معنوياتهم بعد أن أخذ الذين طُردوا أو هربوا من مدن السّاحل يمرّون بالقرية في طريقهم إلى الخليل، واتخذ بعضهم مغاور القرية ملجأً لهم، وفي ليلة 16 تشرين الأوّل قصفت المدافع الإسرائيلية القرية بعنف، وبعد يومين قصفتها الطائرات ليومين متتاليين، تشتت أهلها وخربت القرية.عند الطرف الشمالي للقرية أقيم كيبوتس بيت چوڤرين…….ماذا يوجد من آثار:1. المغاور: وهي متعددة الأشكال والأهداف، وكأنها مدينة تحت مدينة، منها الجرسيّة (1) التي تم حفرها ابتداءً من الفترة البيزنطية ثم الإسلاميّة، بهدف توفير مواد بناء للمدن القريبة، ومنها معاصر زيتون (2) ولتربية الحمام/ كولومباريوم(3) وأخرى لخزن ماء المطر(4) وأخرى لدفن الموتى (5)، ومها لطقوس الطهارة لليهود ومنها لتربية الخيل. ولعله من المفيد أن نذكر بعض التفاصيل عن مغارة (أپولوپانيس) أو (الصّيداويّة)(5) التي استعملت مدفنًا للسكّان الصيداويين الوثنيين الذين سكنوا المدينة، وشاركهم فيها الأدوميّون والإغريق، أما أپولوپانيس فكان زعيمهم. اكتشفت هذه المغارة سنة 1992، وتحوي 44 مأوى تتوزّع على 3 أروقة.وتتميّز برسوم الجداريات التي ترمز للكثير من تفاصيل إيمانهم وحياتهم، ومن أبرزها، الكلب(كربيروس) ذو الرّؤوس الثلاثة (6) وهو حارس العالم السفلي، والدّيك (7) وهو المنذر بحياة جديدة.وهناك الكثير من الرسوم التي يضيق المجال لذكرها.2. الأكروپوليس، وهو المدينة العليا المحصّنة والتي تطل على محيطها، وهناك العديد من المغاور متعدّدة الأهداف التي من الممكن التجول فيها وبعضها ما زال في طور التنقيب الأثري.3. كنيسة سنتا آنا، من ينظر من الأكروپوليس يرى في المدينة السفلى الجدار الشرقي لكنيسة عظيمة من زمن الفرنجة، طولها 56م وعرضها 52 أي بمساحة 3 دونمات تقريبًا.4. المسرح الروماني في الجهة الشمالية من البلد، قرب مدخل الكيبوتس، اليوم.5. مقام الداري شمالي البلد بحوالي الكيلومتر.6. كنيسة وبيت عربي في الكيبوتس…….الموقع: على شارع 35 (الواصل بين الخليل وعسقلان)، غرب التقائه ب38( المتجه من باب الواد جنوبًا) بكيلو متر واحد.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*