Blog Detail

تقع قرية ارطاس جنوبي بيت لحم في الطريق إلى الخليل، وهي قرية تاريخيّة قديمة، تضمّ عدّة مواقع هامّة مثل برك سليمان ودير ارطاس.بنيت القرية على مصادر مياه هامّة في وادي الطّواحين أو وادي تقوع الذي بنيت فيه البرك التاريخية، وهو من روافد وادي الدّرجة الذي ينتهي إلى البحر الميّت. يجدر الانتباه إلى أن اسم القرية واسم الدّير متطابقان، فاسم القرية تحريف للاسم اليونانيHortus بمعنى بستان أو جنّة، وقد أطلق عليها الفرنجة اسم Hortus Conclutus بمعنى الجنّة المقفلة، وقد تطابق هذا مع اسم الدّير الذي يرمز للسّيّدة العذراء مريم، اعتمادًا على تفسيرهم لما جاء في نشيد الأنشاد لسليمان (4/12) :أختي العروس جنّة مقفلةجنّة مقفلة وينبوع مختوم  أمّا حكاية بناء الدّير فتعود لزيارة قام بها ماريانو سولير رئيس أساقفة مونتيڤيديو عاصمة الأورچواي، سنة 1895 فأعجب بالمكان السّاحر وقرّر جمع المال لبناء دير الجنّة المقفلة.عاد إلى بلاده وجمع مبلغًا كبيرًا من المال وعاد بعد سنتين واستطاع شراء 364 دونمًا قرب الوادي غزير المياه، وبدأ ببناء الدّير الذي صمّمه وأشرف على بنائه مهندس من بيت لحم هو مرقس نصّار، وعمل معه في البناء 120 عاملًا، واكملوا العمل سنة 1901.بعد أن تمّ البناء سُلِّم لراهبات الجنّة المقفلة من الأرجنتين وأورچواي.عمل الدّير على الاندماج مع أهل القرية والمنطقة، وفتح ميتمًا وعيادة طبّيّة وروضة أطفال خدمةً للنّاس من مختلف الانتماءات وأماكن السّكن.يقع الدّير في مكان محصور بين الوادي والمنحدر الصّخري، حيث جعل المهندس واجهته باتجاه القرية والوادي، لهذا فمن يقصده يرى بهاءه عن بعد، وكلّما اقتربنا منه يبهرنا أكثر بتفاصيله الصّغيرة، حتّى الجسر المقنطر الذي نعبره المرتفع  فوق الوادي بنحو 6 أمتار آية في الجمال.كنيسة الدّير جميلة بسقفها المعقود وشبابيكها الفنّيّة وإقوناتها القليلة الجميلة.ويضيف إلى جمال المكان تلك الشّرفة الكبيرة التي يزيّنها تمثال السّيّدة العذراء والتي تشرف على بستان جميل بخضرته وألوانه والذي ترويه مياه الينابيع، هو فعلًا جنّة مقفلة. يقوم الدّير باستقبال مجموعات كنسيّة لرياضة روحيّة، لأن المكان، بهدوئه، مناسب التّأمّل والتّعبّد.بعد الاحتلال الإسرائيلي سنة 1967 تمّت السّيطرة على قسم من أراضي الدّير لصالح بناء مدينة إفرات التي بنيت سنة 1983، وما زالت الاعتداءات على أراضي الدير مستمرة .القرية القديمة والدّير موقعان متقابلان، فمن كلّ منهما يظهر جمال الآخَر.