العمل مع الخال – بقلم اسكندر عمل
- by منصة الراي
- May 22, 2021
- 0
- 516  Views
- 0 Shares
خالي جميل كان فناناً في بناء البيوت الحجرية، فالبناء لم يكن مصدر معيشة فقط بل كان إبداعاً، فالبناية تكون في النهاية تحفة فنيّة يعتز ساكنها ويفخر بما صنعت له يد الخال.
كنت في المدرسة الثانوية وكنت بحاجة إلى كل ليرة ( كانت العملة آنذاك الليرة)لإتمام دراستي الثانوية في مدرسة القرية المجاورة لقريتنا ، مدرسة يني الثانوية، في كفر ياسيف القرية التي تواصلت بناياتهامع قريتي أبوسنان، مع أن ّخاليّ جميل وجمال لم يقصرا في دعمي مادياً ومعنوياً، أردت أن أحصّل بعض النقود من جهدي وجدّي ، لذلك عملت مع خالي في البناء ، فكنت أوصل له دلاء الطين والحجر المناسب الذي كان يطلبه ، فكان العمل بالنسبة لي ليس مصدراً للرزق فقط بل مشاركة فعّالة في هذا الفن المعماري الجميل.
◦ لم يكن العمل في البناء سهلاً فقد تورمت يداي في البداية ولكني مع الوقت تغلبت على ذلك واعتدت على هذا النوع من العمل، وكانت المتعة تكتمل عندما كنت أتقاضى مالاً مقابل عملي و” وعليه حبّة مسك”. صحيح أنّ العمل بالنسبة لي كان شاقّاً ولكنه كان ممتعاً لما فيه من إبداع، فكان تمثال أسدٍ ينتصب على بوابة البيت وأحياناً طير هائل، كان البناء فنّاً و” معلم العمار” فنّاناً.
◦ وكان الخال عيسى الذي فارق هذه الفانية قبل أخويه بفترة طويلة فناناً في البناء وكان البناء الذي كان ينجزه قصراً بكل ما للكلمة من معنىُ ، فرحمهم الله جميعاً هم وأمي وخالتي وأسكنهم فسيح جنانه.
◦
من كتابي الذي سيصدر قريباً” مسيرة إنسان”