نثرات زاهد العاطفية تهزّ الوجدان – زياد شليوط
- by منصة الراي
- May 24, 2021
- 0
- 510  Views
- 0 Shares
زاهد حرش عرفناه رساما وفنانا تشكيليا مبدعا، وفي السنوات الأخيرة أصدر دواوين وكتبا نثرية، أثبت من خلالها أنه متمكن من أدوات الكتابة كما هو متمكن من أدوات الرسم والتشكيل، وأنه يمتلك موهبة إبداعية في الشعر والنثر لا تقل عن امتلاكه لموهبة الرسم والتخطيط؟
في كتابه الأخير “كتاب الياسمين” ينهج نهجا جديدا في الكتابة، حيث يقدم لنا مقطوعات قصيرة نثرية بغالبيتها مطعمة بقطع شعرية جميلة، على مدى 117 صفحة من القطع الوسط الصغير، والتي اعتبرها “نثرات دمع كتبتها في حالة عشق وهذيان، في حالة من الألم، الأمل، البكاء، الفرح، الحلم، الشوق والحنين! كتبتها بين العدم واليقين”
وتلك النثرات تعود الى سنوات للوراء مما يجعلها تعكس تجارب وخبرات مر بها الكاتب في حياته، وقد انتقاها بعناية وثبتها في كتابه مع تحديد تاريخ كتابتها، وفي هذا- ربما- إشارة إلى ارتباط القول بالزمان؟ ومن خلال تلك النثرات النثرية والشعرية أظهر زاهد أنه يملك قلبا مفعما بمشاعر للمرأة خاصة والانسان بشكل عام، كما أظهر جرأة غير عادية في الربط بين عجزه الجسدي وحيوية مشاعره ” أشعر بالعجز كلّما تذكّرت أنني مقعد على كرسيّ متحرك، إلاّ أنني أصبح عاجزا حقا، حين أحسّ أنك تبتعدين عنّي!” (ص 46) فالعجز الحقيقي لدى مبدعنا ليس في الجسد انما الروح وهذ ما يصعب على الكثير من الأسوياء بالجسد معرفة كنهه.
يعبق كتاب الياسمين بنفحات العشق والحب الرقيقة التي يبثها الشاعر زاهد حرش، وهي مقطوعات جميلة برقتها وصدق مضمونها وهذا نموذج لها:
” كلّما فكرت بك يا حبيبتي
يغيب عن وجهي المطر
كلّما التقيت بك يا أميرتي
يزهرُ في ناظريّ القدر
كلّكما توحدت بك يا مليكتي
تلتقي السماء بالأنهار والشّجر” (ص 159)
أتمنى للأخ والصديق زاهد حرش أن يواصل ابداعه المتعدد الأصناف وأن يتحفنا بالمزيد من النثرات الإنسانية الرقيقة التي تمس شغاف القلب دون استئذان.
إشارات:
زاهد عزت حرش – كتاب الياسمين، شفاعمرو، الطبعة الأولى، 2021