أبو سلمى وسلام لروحك دمعتنا ووردة د. خالد تركي حيفا
- by منصة الراي
- August 4, 2021
- 0
- 611  Views
- 0 Shares
رحل البطل ابو سلمى وسلام نزيه هيبي، بعد أن خانته صحَّته مع المرض، “مات المناضل المثال، يا ميت خسارة ع الرجال”، رحل وهو في عزِّ عطائه وثباته وإصراره أنَّ طريق حزبنا هو الكفيل الوحيد لشعبنا في تحقيق نصره، لقد كان هاجسه الوحيد توسيع صفوف الحزب الشُّيوعي وجبهته، وكيف يمكن تجنيد الطَّاقم الطِّبِّي الذي يُشرف على علاجه للحزب وكيف يمكن توعيَتهم وتثقيفهم، رفيق ابو سلمى وسلام لم يفكر البتَّة في مدى إمكانيَّة تماثله للعلاج أو متى يتعافى، بل كان يأتيني كلَّ صباح سائلاً عن صحيفة الإتِّحاد، لأنَّها أكسير الحياة، لا يستطيع العيش دونها.
طلب منِّي في عيد الأضحى، عطلة العيد لبضع ساعات، لأنَّه يريد أن يزور قريته ميعار، التي هُجر أهله منها عام النَّكبة، مؤكِّدًا أنَّ العودة إلى ميعار أكيدة، وأنَّ ما في مستعمر بيظل، وأنَّ الإحتلال إلى زوال، مهما بطش وفتك.
قبل وفاته بيوم طلب منِّي “شعار لينين أو دبُّوس لينين” ليضعه على صدره، بعد أن وضع كمامة الكورونا لتُغطي أنفه وفمه حين يتواجد في غرفته مع ضيوفه أو على شُرفة المشفى، تلك الكِمامة الحمراء بشعارها المنجل والشاكوش.
كانت تُزيِّن غرفته كتب سياسيَّة وروائيَّة تثقيفيَّة ملتزمة، كان يهتم هو وزوجته الرَّفيقة
البطلة أم سلمى وسلام بالتَّثقيف الذَّاتي، تلك البطلة بحقٍّ وحقيق التي لم تتركه للحظة واحدة وحده، لقد لازمته اربعًا وعشرين ساعة، ناذرةً نفسها لرفيق دربها، وحياتها.
كانت تزيِّن غرفته صورة الرَّفيق الرَّاحل محمَّد نفَّاع أبو هشام، التي كان قد قصَّها من ملحق الإتِّحاد، وعلَّقها على حائط غرفته.
رحل عنَّا الرجل الذي قلَّما تجود علينا الدُّنيا بأمثاله.
عزاؤنا بمكمِّلي دربه، من عائلته الصَّغيرة والكبيرة، ولكم منِّي دمعتان ووردة قرنفل حمراء. ولعيونك رفيقي أهديك:
ما مات من خلدت مآثره بل مات من سفِلت به الشِّيَمُ
سيظلُّ للأحرار مفخرةً ومنارة في الفكر تنتظمُ
منمشي ومنكفِّي الطَّريق يا رفيق..