شرطة اللطرون – فوزي حنا
- by منصة الراي
- August 5, 2021
- 0
- 562  Views
- 0 Shares

في موقع هام، على مفترق طرق هام، أقامت السلطات الانتدابية البريطانيّة مركز شرطة سنة 1941 .إنه موقع اللطرون حيث تتقاطع فيه طريق يافا القدس مع طريق غزة رام الله، على الحدّ بين الجبل والسّهل.ونظرًا لأهمّيّة المكان اهتمّت القوّات الإسرائيليّة باحتلاله في حين اهتمّت القوّات الأردنيّة بالمحافظة عليه بعد السيطرة عليه يوم انسحاب بريطانيا ليلة الخامس عشر من أيّار 1948 .كانت لإسرائيل عدّة محاولات فاشلة، تكبّدت فيها نحو 20% من خسائرها في تلك الحرب (نحو 120 قتيلًا) .يروي عبدالله التّلّ في مذكّراته أنّه في 15/5 تمركزت فيه الكتيبة الرّابعة من الجيش الأردني الثالث بقيادة حابس المجالي، يساعده محمود روسان،عزّت حسن، كامل عبد القادر، صالح عيد، عبد السلام السالم ونصر أحمد. وقد تعزّزت القوّة بمتطوّعين من عشيرة الحويطات وبني صخر.كانت مهمة هذه القوّات دفاعيّة فقط، لم تقم بأي عمل هجومي إطلاقًا.ويقول التّلّ إنّه في الليلة الأخيرة من شهر أيّار لاحظ الضّابط عبد المجيد عبد النبي أنّ اليهود يستعدّون للهجوم، فأبرق لقائد الكتيبة وهو بريطاني إسمه أشتون، طالبًا النّجدة، لأنّه لم يملك أكثر من خمسة عشر عنصرًا، فلم يردّ على طلبه، وكان أن التقطت القوّات الإسرائيليّة الإشارة، فردّت عليه أن المدرّعات في طريقها إليه، فظنّ أنه جواب قيادته، وعندما سمع أصوات المدرّعات المقتربة فرح، لكنه أدرك ما جرى حين رأى المدرّعات تطوّق المركز، فأمر بإغلاق الباب الحديدي والصّعود إلى سطح المبنى مع كل الذّخيرة، وهكذا كان، فانصبّت النيران الكثيفة على أقرب دبابة للبوّابة فاحترقت بمن فيها، وكانت النيران الأردنيّة الكثيفة على المدرّعات والمشاة سببًا في خسائر إسرائيلية كبيرة وصلت نحو خمسين قتيلًا، وقُتِل عبد النبي في تلك المعركة.انسحبت القوّات الإسرائيليّة بعد هذا الفشل الكبير.أمّا المؤرّخ الإسرائيلي بني موريس فيقول عن هذه المعركة إنّ ستّ مدرّعات قصفت المبنى وتعطّلت تلك التي تحمل أجهزة الاتّصال، وقد وضع المشاة 300 كغم من المتفجّرات عند أسوار القلعة، فدخلوا الساحة لتستقبلهم نيران الأردنيين بكثافة، سقط منهم 47 فانسحبوا.وقد سبقت هذه العملية التي عُرفت باسم (بن نون ب) عملية (بن نون أ) في 25/5 سقط فيها 72 جنديًّا إسرائيليًّا وستة من الأردنيين.شقّت القوّات الإسرائيلية طريق بورما التي تتخطّى هذه المنطقة من جهة الجنوب للوصول إلى القدس.بقي هذا المبنى ضمن المنطقة منزوعة السّلاح حتى احتلّته إسرائيل في حرب حزيران 1967 وظلّ مهملًا لسنوات طويلة إلى أن تقرّر تحويله لمتحف لجيش المدرّعات الذي افتتح رسميًّا سنة 1995 بعد عمل 5 سنوات.