موية عوّاد/موءه – فوزي حنا

واحدة من أهمّ محطّات درب العطور  او التّوابل أو البخّور، وهي من أهم الدّروب التّجارية العالمية، كما درب الحرير.تربط الدّرب بين جنوب شبه جزيرة العرب حيث مصدر التوابل والبخور وبين ميناء غزّة لتصدير هذه المواد الثمينة إلى أوروپا.طول درب العطور حوالي 2400 كم، كانت تطول أو تقصر وفقًا للظّروف المناخيّة أو السّياسيّة.من أهم البضائع كانت اللبان والمرّ (أنواع من البخور)، الفلفل والقرفة (أنواع من البهارات) والجوز والتّمر.سيطر الأنباط على هذه التجارة بين القرنين الأوّل قبل الميلاد والأوّل بعد الميلاد، فأقاموا الخانات والمدن على طول الطريق واختاروا الأماكن الاستراتيجيّة أو حيث مصادر المياه.من أهمّ المحطّات (موية عوّاد) حيث يوجد نبع دائم على مقربة من تقاطع درب العطور مع درب الغور التي كانت تصل بين سيناء والبحر الأحمر مع البحر الميّت وبلاد الشام.ذُكِرت مية عوّاد في خريطة مادبا البيزنطيّة ممّا يدلّ على أهمّيّتها في تلك الحقبة التاريخيّة.في العام 1982 جرت تنقيبات أثريّة  بإشراف رودولف كوهين، أكّدت وجود المحطّة من القرن الأوّل قبل الميلاد، ووجدت فخّاريّات رومانيّة وبيزنطيّة من فترة لاحقة.في الموقع بقايا خان مربّع تتوسّطه ساحة محاطة بغرف، وفي الزّاوية الجنوبيّة الغربيّة وجدت آثار حمّام عمومي، كما وجدت بقايا معصرة زيتون مما يدل على وجود كروم زيتون في المكان بفضل العين.فوق الخان وعلى مرتفع يشرف على محيطه وُجد برج للحراسة، وإلى الشمال عين ماء تمّ بناء بركة لتجميع مياهها. هذا وقد جفّت العين مع الزّمن وانطمرت واختفت معالمها وجفّت اابركة تمامًا، إلى أن اهتزّت الأرض في العام 1995 فتصدّعت الأرض هنا لتتفجّر مياه العين من جديد.
للوصول إلى المكان نتّجه غربًا جنوب مستوطنة تسوفار بكيلومتر على شارع 90 وادي عربة، وفقًا للافتة كتب عليها (موءه) وهو الاسم القديم المستحدث.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*