ياما حمير عايشة أحسن من الخيل بقلم: راضي شحادة

بلادُ حَليبِنا وعَسَلِنا:  

   تَعِبَ ثماني سنوات الى أنْ حصل على شهادة دكتوراة في الإخراج السّينمائي والمسرحيّ، وها هو اليوم لا عمل لديه ولا دخل يسدّ له رمَقَه، تماماً كباقي الدّكاترة والمتعلّمين والفنّانين والرياضيّين القادمين من الاتّحاد السُّوفييتي، ولاحقاً كباقي القادمين من الاتّحاد الرّوسي الذين كانوا يعيشون عند قدومهم على بقايا القمامة قبل أن تنعم عليهم بخيراتها بلاد الحليب والعسل، وهي ذاتها خيراتنا التي سلبوها، فجوَّعونا لكي يُشبِعوهم.

   أثار موضوع مـُخْرِجِنا الـمُوقَّر هذا نقاشاً حامياً بيني وبين أحد الزّملاء عندما:-

قال:- الدّنيا اجتهاد. 

قلت:- أعطيك مثلاً عن الاجتهاد والتّحصيل العلمي، وانت ترى أنّالتّحصيل العلمي في النّظام 

        الرأسمالي لا يجاري التّحصيل التّجاري.

قال:- الدّنيا صراع، والقويّ هو الذي يُثْبِت ويُثَبِّت نفسه، فالحياة للأقوى.

قلت:- اقتربتَ من فلسفة السيّد “يوسف چُوبلز” مساعد هتلر عندما قال: “عندما يذكر أحدهم  

        أمامي كلمة ثقافة أشهر مسدّسي”.                 

قال:- دعك من النّظريّة المادِّيّة والماركسيّة.

قلت:- إنّه النّظام الرأسمالي الذي يثير تساؤلاً كبيراً: هل يُعتبر النّظام الرأسمالي عادلاً عندما يجوع فيه 

        أصحاب الفكر والإبداع ومحاضرو الجامعات، ويُصاب التّجّار وشُطّار اللعب برؤوس الأموال  

       بالتّخمة؟

قال:- قُصُر ذيل يا أزعر.

قلت:- ياما حمير عايشة أحسن من الخيل.

****  

هاجس مسرحيّ: راضي شحادة

هاجس كاريكاتيريّ: خليل أبو عرفة

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*