تل بديويّه – فوزي حنا
- by منصة الراي
- December 7, 2021
- 0
- 683  Views
- 0 Shares
تلّ أثريّ هام وبارز في الطّرف الغربي لمرج البطّوف، على مقربة من شارع رقم 784، وجنوبي كفر مندا مباشرةً.جاءت أهمّيّته من وقوعه على درب الحوارنه الذي يربط عكا بوّابة الشّرق إلى الغرب بحوران مرورًا بهذا الموقع ثم مرج طرعان ثم وادي الفجاس ثم جسر المجامع إلى الضفة الأخرى ثم إلى الشمال الشرقي إلى بلاد القمح حوران.وشكّل هذا الموقع نقطة التقاء هذا الدرب بدرب ثانوي ربطه بدرب البحر المار في مرج ابن عامر، وذلك لتسهيل الوصول إلى عكا.يرتفع التلّ 196 مترًا عن سطح البحر ونحو 40 مترًا عن محيطه، يشرف على تلال أخرى مثل الخلّاديّة والرّومة وصفّورية، كما يشرف على ملتقى البطوف بمرج طرعان وعلى منحدرات جبال الديدبه وهضاب شفاعمرو وجبال الناصرة.هذا الموقع عرف استيطانًا منذ 5000 عام أي العصر البرونزي (الكنعاني)، وتواصل الوجود البشري حتى نهاية القرن التاسع عشر للميلاد.يعتقد الباحثون أنه موقع مدينة حناتون المذكورة في رسائل تل العمارنه من القرن الرابع عشر قبل الميلاد وفي التوراة سفر يشوع .كما ذكرتها الكتب باسم شيحين، وربّما سيحين (وفقًا للمصدر)، كما ذكرت باسم أزوخيس.في زمن البيزنطيّين كانت محطة وفندقًا للحجّاج القادمين من أوروپا عن طريق ميناء عكا، وكانت تابعة لمدينة صفّورية القريبة.في الفترة العربية الإسلاميّة صارت قرية صغيرة تعتمد على الزراعة.وفي زمن الفرنجة كانت تحت سيطرة مطرانيّة الناصرة التي باعتها لفرسان الدّاويّة (هوسپيتالرز) الذين أقاموا نزلًا كبيرًا ما زالت آثاره بادية للعيان، وهو مطمور بأغلبيته تحت التراب ، لكن يمكن الدخول إليه من المدخل الرئيسي من جهة الجنوب.ربّما جاءت تسميته العربيّة الحديثة (بديويّة) من (الدّاويّة).في زمن المماليمك بنوا هنا خانًا كبيرًا، لا تقل مساحته عن 3500 متر مربّع، بقي جزء من جداره الغربي.في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هُجِر المكان وظلّ خرابًا.في 1988-1989 أجريت تنقيبات أثريّة ووجدوا قطعًا نقديّة معدنيّة من مصادر مختلفة، مثل مصر وقبرص وسوريا وڤينيتسيا (البندقيّة)، الأمر الذي يدل على مرور البضائع والتجار من هذه المناطق في هذا المكان.