دور/دورا/الطّنطورة – فوزي حنا
- by منصة الراي
- January 15, 2022
- 0
- 556  Views
- 0 Shares
دور مدينة كنعانيّة تأسّت لأوّل مرّة قبل نحو 3500 سنة في العصر البرونزي المتأخّر، وكانت آنذاك أكبر وأهمّ ميناء ومحطّة طرق في القطاع ما بين عكّا ويافا.ذكرتها الوثائق المصريّة الفرعونيّة سنة 1100 ق.م. باسم دورا، جاء فيها أنّ الكاهن (ڤان آمون) زارها، وكانت محطّته الأولى في طريقه إلى فينيقيا لشراء خشب للمعابد، ووجد فيها قبيلة فلسطينيّة.وذكرتها التوراة باسم دور في سفر الملوك الأوّل.سنة 732 ق.م. احتلّها الملك الأشوري تچلات فلاسر الثّالث وجعلها عاصمةً لمقاطعةٍ امتدّت من رأس الكرمل حتّى يافا، لكن سرجون الثاني، عندما أكمل احتلال البلاد ألحقها بمقاطعة السّامرة.احتلّها الفرس سنة 520 ق.م. وازدهرت كغيرها من مدن الساحل.في زمن الإغريق والرّومان عُرفت باسم دوريس أو دوروس احترامًا لدوروس ابن پوسيدون إله البحر. وفي هذه الفترة عرفت المدينة صراعات إثنيّة.وفي هذا العصر الروماني بنى هيرودوس الكبير مدينة قيساريه وميناءها العظيم ممّا أثّر سلبًا على دوروس وازدهارها، واستمرّ انحطاطها، حتّى تحوّلت إلى خربة، وفي زمن الفتح الإسلامي توجّه الاهتمام إلى مدن أخرى.بعد احتلال الفرنجة لها بنوا فوق خرائبها قلعة (ميريلMerle) على اسم زعيمها.وقعت القلعة تحت سلطة صلاح الدين بعد معركة حطّين، لكنّها عادت للفرنجة سنة 1191 قبيل صلح الرملة، وظلّوا فيها حتى نهاية الوجود الفرنجي في فلسطين سنة 1291.في زمن المماليك لم يتمّ الاهتمام بالمدينة وميناءها وقلعتها، لكن في زمن العثمانيين بنيت قرية عربية تحت اسم (الطّنطورة)، ازدهرت هذه القرية، وبقيت حتى 23 أيّار1948 حيث هاجمتها قوّة من لواء اسكندروني ليلًا، قاوم العرب وقاتلوا وأوقعوا 13 قتيلًا في صفوف القوّات المهاجِمة، وحين تمّت السيطرة على القرية قام المهاجِمون بعملية انتقام، بإعدام عدد كبير من الأسرى بدم بارد، تتناقض الرايات حول عددهم، قيل 70 وقيل 250 ، تمّ دفنهم في قبر جماعي، وطُرِد كل من بقي. وكان روتشيلد قد اشترى قسمًا من أراضي القرية في نهاية القرن التاسع عشر وبنى سنة 1891 معملًا للزّجاج، أداره آنذاك مئير ديزنچوڤ الذي صار فيما بعد أوّل رئيس لبلدية تل أڤيڤ، لم يعمل طويلًا هو اليوم متحف.في العام 1948 بنت إسرائيل مستوطنة نحشوليم وفي1949 مستوطنة دور.أما التنقيبات الأثريّة الهامّة، قامت بها بعثة من جامعة تل أڤيڤ ابتداءً من العام 1952 ، تمّ فيها كشف مسرح روماني ومعبد للإله پوسيدون، قناة لمياه الشرب من عيون طاطا قرب زمّارين وقناة تصريف، كذلك بقايا معمل لاستخراج صباغ الأرجوان، وحوضًا عائمًا لبناء وإصلاح السّفن كما وجدت بقايا كنيسة بيزنطيّة كبيرة في الجزء الجنوبي الشرقي من التّلّ.كما وجدوا قطعًا من العملة تخلّد دوروس المذكور سابقًا.