عين فشخة – فوزي حنا

هي في الحقيقة مجموعة عيون خلعيّة (إنكساريّّة) محصورة بين منحدرات صحراء القدس وبين شاطئ البحر الميّت. وتتميّز تلك السّفوح بالانكسارات الجيولوجيّة والتي سبّبت انفجار هذه العيون، ومن هنا جاء اسمها. والعيون أربع، هي فشخة، قمران، غزال والتّنّور. وهي متفاوتة العطاء والملوحة، وتعطي معًا حتّى 3.5 مليون متر مكعّب في السّنة. وهي الأكثر انخفاضًا في العالم، إذ تنبع على ارتفاع 390- أي 390 م تحت سطح البحر.وبسبب خصوصيّة هذه العيون من حيث موقعها ومناخها وتربتها فقد كوّنت حولها عالمًا خاصًا من الحياة النباتيّة والحيوانيّة، الأمر الذي أدّى إلى إعلانها محميّة طبيعيّة منذ 1988.قبل الاحتلال الإسرائيلي سنة 1967 كانت العيون ملكًا خاصًا لعائلة وذلك بأمر الملك.تُقسم المحميّة التي مساحتها 4700 دونم إلى ثلاثة أقسام:الجنوبي ومساحته 1500 دونم (نحو 32% من المساحة الإجماليّة) ويسمّى المحميّة المخفيّة فالدّخول له بمرافقة مرشد محلّي أو مرشد أهّلَته المحميّة لذلك، وتقام فيه جولات أيّام الجمعة والسّبت في العاشرة والثانية عشرة، أما في الأيّام الأخرى فزيارته بترتيب مسبق. في هذا القسم طبيعة متنوّعة من النباتات التي تتّفق وملوحة العيون المتفاوتة، وبعض الأحياء، لكن الأكثر إثارة ذلك النّمل الصّغير الأسود الذي ينسج أعشاشه على قمم أغصان الطّرفة من خيوط دقيقة كالحرير، ومصدر هذا النمل المناطق الاستوائيّة.  وهذا الموقع حدّ انتشاره الشمالي.المحميّة الوسطى (المفتوحة) وهي مكان الاستجمام المجهّز بأماكن السباحة والجلوس وزوايا الظّلّ والمسارات السّهلة، الدّخول إلى هذا المكان مرهون بالسّلوك وفقًا لتعليمات المحميّة. وهذا هو القسم الأصغر من المحميّة،لا تزيد مساحته عن 500 دونم (10.6%) من المساحة الإجماليّة.في مدخل المحميّة من جهة اليمين أثر تاريخي هام، من الفترة الرّومانيّة قبل عشرين قرنًا، وهو عبارة عن مزرعة لزراعة البلسم وإنتاج عطره، كما قال علماء الآثار الذين حفروا الموقع، وخاصّة الپروفسور يزهار هيرشفيلد من الجامعة العبريّة، حيث وجد في المكان قناة لنقل المياه إلى بركة خاصّة ومعملًا لإنتاج العطر من صمغ البلسم الذي زرعوه في الموقع، وقد اعتُبِر هذا العطر الذي تمّ إنتاجه في هذه المنطقة، أغلى العطور في العالم في ذلك الزّمن.أمّا المحميّة المغلقة وهي القسم الشمالي والأكبر، إذ تحتل 57%  (2700 دونم). وهذا القسم محمي تمامًا، إذ لا يجوز دخوله كي تعطى الفرصة للطّبيعة أن تتطوّر بدون أي تدخّل من الإنسان، لكن أحيانًا تقتضي الضرورة بدخولها للباحثين أو لحمايتها من ضرر كالنّار مثلًا.في هذا القسم توجد أنواع من الأحياء كالثعالب والذئاب وبنات آوى والقنافذ وغيرها، تعيش بحرّيّة تامّة .جدير بأن نلفت الانتباه لما حصل لمجاري المياه نتيجة لانخفاض مستوى البحر الميّت في العقود الأخيرة والتي نتج عنه اتساع فرق الارتفاع بين العيون ومصبّها من أمتار قليلة لحوالي 40 مترًا، ممّا أدّى إلى حفر أخاديد عميقة في طبقات الحوّار، الأخاديد جميلة لكن الاقتراب منها خطر.مدخل المحميّة من قرب إشارة الكيلومتر 257 على شارع 90، والدّخول مرهون بدفع رسوم.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*