معركة ألكابري – فوزي حنا

على شارع 70 جنوبي مفرق الكابري بقليل قرب إشارة الكيلومتر77 شرقي الشارع . في الموقع   سيارات عسكريّة قديمة ونصب تذكاري مكمّل لها ، قناة وطاحونة ومقبرة إسلاميّة .
ألحكاية :_______  قصّة السيّارات العسكريّة والنّصب التّذكاري تعود إلى 28 آذار 1948 ، عندما نصب المقاتلون العرب كميناً لقافلة يهوديّة من لواء (كرميلي) يقودها بن عامي فَخْتِر، تألفت القافلة من 7 آليّات حملت 89 مقاتلاً ، كان هدفها كسر الحصار عن كيبوتس يحيعام الذي أقيم سنة 1946 وحمل اسم أحد مفجّري جسر الزيب الذين قتلهم الانفجار وعددهم 14 وذلك ليلة 17 حزيران من العام ذاته . إستطاعت السيارة الأولى التي كانت مهيّأة لاختراق الحواجز من الاستمرار شرقاً حتى الكيبوتس في حين وقعت السيارات الست الأخرى في الكمين حيث كانت نتيجة المعركة قتل 49 محارباً يهوديّاً ، أمّا الباقون  فقد هربوا إلى مستوطنات قريبة ، ودُمِّرت كل الآليّات ، أمّا خسائر العرب بالأرواح فكانت ستة قتلى وعشرات الجرحى ، وقد ساعدت ظروف الشارع الملتوي  الذي سمّي شارع البرطيل وكثافة النبات حوله على نجاح الكمين .  في العشرين حتى الثاني والعشرين من أيّار من العام ذاته ، نفّذت قوات كرميلي عمليّة لا تخلو من الانتقام  وأُطْلِقَ عليها اسم (بن عامي) ، وكان الهدف إخلاء القرى المحيطة بالطريق وموقع المعركة ، ولم يكن من الصعب احتلال وإخلاء أم الفرج والتّل والنّهر الموجودة غربي الموقع ، وأما أكبر القرى (الكابري ) فقد دخلها الجيش وقام كما في قرى كثيرة أخرى ، بقتل عدد من الشّبّان لإثارة الرّعب في القلوب فيسهل تفريغ القرية ، وهكذا كان ، أمّا القرية الجارة من الجنوب ( الغابسيّة ) فقد أطلقت القوّات المهاجِمة النار على عدد من الناس ، كان أوّلهم داود الزّينه الذي صعد إلى سطح الجامع ليرفع الرّاية البيضاء ، أمّا إخلاء القرية فقد تأخّر إلى العام 1950. إلى الشرق من السيارات تقع مقبرة الكابري الإسلاميّة (تظهر في الصورة أمام السيّارة )  ، وتظهر بعض شواهد القبور بأسماء أصحابها وتاريخ الولادة والوفاة، لتروي لنا حكاية ما كان ، ومن مات ودُفِنّ في مقبرة آبائه وأجداده . إلى الشمال قليلاً من السيارات ، تقع إحدى الطواحين الكثيرة التي ملأت المنطقة والتي أدارتها المياه الغزيرة لعيون الكابري  التي حملتها قنوات خاصة إلى تلك الطواحين ، وتظهر بقايا إحدى هذه القنوات المحمولة على سور حجري في الجهة الشرقية من الطاحونة . وجدير بالذكر أن مياه هذه العيون كانت تصل عكا في منذ العهد الإغريقي حتى عهد الانتداب البريطاني أي أكثر من ألفي عام ، وتظهر القناطر العثمانية اليوم في قرية المزرعة وقرية السميريّة المهجرة وأجمل القطاعات ذلك الموجود فوق وادي الغميق قرب كيبوتس (لوحمي هاغطأوت) القائم على أراضي السميريّة .

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*