Blog Detail

إيلة وأيلة وإيلة فاران ووَيلة وإيلاس وإيلانه وليونه، كلّها أسماء استعملت للدلالة على الموقع ذاته والذي نعرفه اليوم باسم إيلات.والإيلة هي شجرة البطم، ويقول البكري في معجم ما استعجم إن الاسم هو اسم ابنة مدين ابن ابراهيم. ويذكّرنا اسمها بالإله الكنعاني إيل والذي هو يهوه (إله الخصب والقانون)والذي دعيت رفيقته عشيرة أو عشتار أو تانيت او إيلة (ربّة الإخصاب) وهي ابنة الإله بعل. في العهد الروماني دعي المكان إيلانة أو ليانة ودعاها البيزنطيّون إيلة وإيلاس، وبنوا فيها كنيسة حملت اسم (سنت أرسينوس)، ويُحتفَظ ببعض اللقي الأثرية من هذا الزمن في متحف روكفيلر. ويذكُر المؤرخون أن مهندس دير سنت كاترين في سيناء كان من سكان أيلة.وتذكر المصادر التاريخية الإسلامية أن أيلة كانت أوّل مدينة تُفتَح صلحًا خارج الحجاز وقد وقّع معها الرسول (ص) صلحًا. كان ذلك سنة 630 م إذ زارها عمر بن الخطّاب وقضى فيها ليلته ضيفًا على مطرانها يوحنّا بن رُؤبة وسلّمه كتابًا من النبي الذي كان في تبوك، طلب المطران من عمر أن يأخذه لمقابلة النبي (ص) في تبوك، وكان له ذلك.وفي تبوك وُقّعت اتفاقيّة تدفَع المدينة بموجبها جزية سنويّة مقدارها 300 دينار (دينار واحد عن كل ذكر بالغ)، وبهذه المناسبة تبادلا الهدايا، فقد أهدى المطران بغلته البيضاء للرسول (ص) بينما منحه الرسول بردته..  وفي تفسير الجلالين عن الآية 65 من سورة البقرة  التي جاء فيها (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين) جاء أن المقصود أهل أيلة الذين تجاوزوا الحدّ لصيد السمك وقد نهيناهم عنه.ويقول الحموي في معجم البلدان: أيلة مدينة على شاطئ بحر القُلزُم مما يلي الشام وقيل هي آخر الحجاز وأول الشام.قال أبو زيد أيلة مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير وهي مدينة لليهود الذين حرّم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير وبها في يد اليهود عهد لرسول الله (ص).أما الخوارزمي فيسميها أيلة الشام.أما القزويني فيقول: وقعت أيلة على درب الحج وفيها التقى المصريون القادمون بطريق البحر مع إخوتهم القادمين من الشام.أما اسم أم الرشرش فتروي الحكايات أنه جاء من امرأة كانت تعالج الحجاج المارين فترش خلاصات نباتية على جلودهم وجروحهم. وظل هذا الاسم مستعملًا حتى العام 1949 حين احتل الجيش الإسرائيلي المكان ثم أقيمت فيما بعد مدينة حديثة تحمل الاسم القديم إيلات (إيلة).