Blog Detail

الدّاخل إلى كنيسة دير مار الياس يرى العديد من اللوحات الفنّيّة والتّماثيل التي تمثّل العديد من الرّموز، وهناك لوحتان على جانبي المدخل بعد تجاوز الباب الدّاخلي، تمثّلان قدّيستين فلسطينيّتين، أعلن قداستهما البابا فرنسيس سنة 2014.القدّيستان فلسطينيّتا الانتماء، فيها ولدتا وفيها توفّيتا وفي ترابها دُفنتا.الأولى (على اليمين) هي ماري ألفونسين دانيال غطّاس (واسمها الأصلي سلطانة)، ولدت في القدس سنة 1843، اختارت الرّهبنة وبدأت حياتها معلّمةً للّغة العربيّة، أسّست رهبنة جديدة سنة 1883، هي (راهبات الورديّة) وهي رهبنة عربيّة  تهدف للتّعليم وتقديم الخدمات الاجتماعيّة، وكان مرشدها الرّوحي الأب النّصراوي يوسف طنّوس، واتّسعت الرّهبنة لتشمل لبنان وسوريا والاردن، حيث فُتِحَت المدارس والمنتديات النّسائيّة التي تهدف لتعليم وتثقيف النّساء.وكانت هذا الرّاهبة مُحبّةً، متواشعةً ومعطاءةً لأقصى الحدود، خدَمَت في السّلط والنّاصرة وعين كارم التي فيها توفّيت ودُفنَت سنة 1927.وفي العام 1983 أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني طوباويّة، ثم لاحقًا أعلن البابا فرنسيس قدسيّتها سنة 2014.أما الثّانية (عن اليسار) فهي الجليليّة  مريم جريس بواردي، التي ولدتها أمّها بعد نذر للسّيّدة العذراء لأنها كانت تفقد كل مولود تضعه، وحين ولدت هذه الطفلة أطلقوا عليها اسم مريم،  مسقط رأسها قرية عبلّين، وتنتمي لعائلة تنحدر من قرية حرفيش، كان ذلك سنة1846، تيتّمت من والديها وما زالت طفلة في الثّانية، تولّى تربيتها عمّها، الذي أخذها معه إلى الاسكندريّة حيث كان يعمل، وحين بلغت الثانية عشرة، أراد تزويجها، لكنّها رفشت بإصرار مبديةً رغبتها بالرّهبنة، عاقبها عمّها بأن أجبرها لتعمل خادمةً في أحد منازل الأغنياء، وهناك لم يرُق لأحد زملائها في العمل ما تعتنق من مبادئ، فقرّر قتلها، ضربها على رأسها وألقى بها في مغارةٍ، وهنا حصلت لها معجزة، إذ زارتها العذراء مريم وضمّدت جراحها، لتخرج من المغارة معافاة، انتقلت للعمل في بيت آخر ثم سافرت إلى بيروت ثمّ پاريس، وهناك التحقت برهبنة مار يوسف ثمّ الكرمليّة، واتّخذت لةفسها اسم (مريم يسوع المصلوب)، من هناك سافرت مع بعض الراهبات إلى الهند لتأسيس دير راهبات الكرمليت هناك، ثم عادت إلى وطنها الأصلي فلسطين، وأسّست راهبات الكرمليت في بيت لحم، وظلّت هناك تعمل بتواضع وتفانٍ وصمت، وعلى يديها كانت تحصل المعجزات.توفّيَت في بيت لحم سنة 1878.طوّبها البابا بندكتوس السادس عشر سنة 2009 ثمّ أعلن البابا فرنسيس قدسيّتها سنة 2014.