كنيسة قبر العذراء – فوزي حنا
- by منصة الراي
- May 31, 2022
- 0
- 531  Views
- 0 Shares
(قبل البدء في الموضوع يجب أن نعرف أن كل ما يخصّ موت العذراء ودينها و ارتفاعها إلى السّماء ليس له أي ذكر في الكتاب المقدّس.) في وادي قدرون الأعلى المسمّى وادي الجوز، عند أقدام جبل الزيتون (طور زيتا)، وبمحاذاة مغارة الجتسمانيّة، توجد كنيسة تحت الأرض هي كنيسة قبر العذراء مريم أمّ يسوع.هذا هو الموقع الذي منه صعدت العذراء إلى السّماء من قبرها بعد أن رقدت في موقع على جبل صهيون حيث كنيسة الرّقاد.الكنيسة الأولى بيزنطيّة في القرن الخامس للميلاد، وهي القائمة اليوم في أسفل الدّرج، أي المستوى المنخفض، وإليه نصل من خلال نزول عشرات الدّرجات.في القرن السادس أضاف البيزنطيّون بناءً ثمانيًّا فوق الكنيسة الأولى التي تشبه الصّليب، وهذه الجديدة هدمها الفرس سنة 614.وبعد سيطرة الفرنجة على البلاد بدأوا ببناء كنيسة ضخمة في مطلع القرن الثاني عشر، وكانت كنيستهم بازيليكا ضخمة وإلى جانبها بنوا نزلًا للحجّاج، ثمّ أحاطوا البناء بسور، ما زال جزء منه ظاهرًا للعيان، وكانت نهاية هذه الكنيسة الجديدة بعد انهيار مملكة القدس بعد هزيمتهم في حطّين 1187.جعل الفرنجة الكنيسة كغيرها من الكنائس الهامّة تحت سيطرة الغرب اللاتيني، وظلّ الأمر كذلك إلى أن انتقلت لليونان الأرثوذوكس في عهد الدولة العثمانيّة بأمر من السلطان سنة 1757. وهناك اتفاقيات بين الطوائف على تقسيم المواقع والأوقات داخل الكنيسة، كما في كنيسة القيامة وكنيسة المهد.من الشارع ننزل بمحاذاة السّور الفرنجي إلى الساحة التي هي سطح محمول على 143 عمودًا وهو سقف خزّان ماء ضخم.بين الساحة والكنيسة التي يظهر مدخلها أمامنا من جهة الشّمال، توجد منصّة مرتفعة هدفها منع تدفّق مياه الفيضان إلى داخل الكنيسة المحفورة داخل الأرض فتغرقها، وبعد المنصّة هناك درج يؤدّي إلى باحة القبر، وأثناء النزول نلاحظ حنيتين واحدة على اليمين وتخلّد ذكرى يواكيم وحنّه والدي العذراء، ويقال إن في المكان قبر الملكة الصّليبيّة (مليسنده) ابنة الملك بلدوين الثاني ووالدة بلدوين الثالث، المتوفّية سنة 1161.أمّا الحنية من كهة اليسار فتخلّد ذكر يوسف النّجّار رجل العذراء مريم.في نهاية الدّرج نصل إلى مركز الكنيسة، إلى يسارنا الجناح الغربي وفيه مذبح للأقباط وأمامه بئر ماء، أمّا الجناح الشمالي فهو عبارة عن قبور منقورة في الصخر وهنا يوجد مذبح للأرثوذوكس، أمّا الجناح الشّرقي فيتوسّطه ضريح العذراء، وللضّريح مدخلان من الغرب ومن الشّمال، قرب الغربي يوجد مذبح للأرمن، ويقابل المدخل الشمالي مذبح للسّريان والأرمن، أمّا من الجنوب فيوجد محراب.وفي الكنيسة إيقونة عجيبة للعذراء مريم وطفلها، رُسِمَت بأعجوبة سنة 1870، وحكايتها أن راهبة اسمها تيتياني في كنيسة المجدليّة القريبة كانت ترسم إيقونات، ظهرت لها العذراء وطلبت أن ترسمها فقالت إنّها لا ترسم أشخاصًا يقفون أمامها، اختفت العذراء، وفي الليل رأت الرّاهبة نورًا ساطعًا يخرج من مَرسَمِها، فاعتراها خوف شديد، وعندما دخلت المرسم في الصباح وجدت إيقونة العذراء جاهزة دون أن ترسمها يد.وأُنزِلَت الإيقونة إلى كنيسة قبر العذراء بناءً على طلبها.